عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

 

 

تونس باقورة ثورات الربيع العربى الذى فشل فى كل البلاد العربية بسبب التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية، ويتحمل التيار الدينى خاصة جماعة الإخوان المسئولية فى الجزء الأكبر لهذا الفشل بسبب صراعهم على السلطة ومحاولة فرض أجندتهم على شعوب ترفض أن تكون أسيرة لهذه المخططات.

تونس بوعزيز التى انتفضت فى عام ٢٠١٠ وأعلنت رفضها للذل والإهانة وبطش السلطة والبطالة وسوء الحياة المعيشية وقامت بثورتها أملا فى عيش، حرية، عدالة اجتماعية، اليوم وبعد ما يزيد على أحد عشر عاما اكتشف التونسيون أنهم ما زالوا ضحايا، وأن من تولوا أمرهم بغية تحقيق آمالهم انشغلوا بأنفسهم ومصالحهم وأجندتهم السياسية ونسوا ما قامت الثورة من أجله وهو المواطن التونسى صاحب الثورة.

قيس سعيد الرئيس التونسى المنتخب بنسبة تجاوزت ٧٤% من أصوات الناخبين فى ٢٠١٩ وبعد ما يقرب من عامين على انتخابه وجد نفسه يدور فى حلقة مفرغة.

أستاذ القانون الدستورى دخل معركة سياسية هى الاُولى فى رحلة حياته، فهو لم يكن منتميا لأى حزب سياسى أو تيار ومن أجل هذا وجد فيه التونسيون ضالتهم بغية تحقيق آمال ثورتهم بعيدا عن صراع الأحزاب والتيارات السياسية.

عامان أو أقل بقليل على تولى الرجل مقاليد الحكم فى تونس بوعزيزى وجد أن أحوال البلاد تسير من سيئ إلى أسوأ فى كافة مناحى الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية.

الرئيس المنتخب فى مواجهة برلمان منتخب يسيطر عليه ثلاث أحزاب تتزعمهم حركة النهضة -التى تملك تفوقا عدديا فى البرلمان- والمنتمية لجماعة الإخوان فى تونس فشلوا فى التوافق على إدارة تونس بطموحات شعب تونس الذى كان له السبق فى التطلع إلى الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.

انشغل الرئيس المنتخب البعيد عن السياسة بهواجسه التى عبر عنها كثيرا وتكمن فى وجود مؤامرة داخلية وخارجية ضد تونس وسيطرة أحزاب ونواب اكتسبوا الحصانة للإفلات من تهم فساد وإفساد.. مجلس النواب التونسى الذى يحظى بأغلبية أحزاب دينية بزعامة حركة النهضة ممثل الإخوان المسلمين شكلوا الحكومة ويريدون السيطرة على تشكيل المحكمة الدستورية وتنفيذ أجندتهم فى البلد العربية الوحيدة التى مازالت أمل لهذه الجماعة فى البقاء لبث الروح فى فروعهم ومراكزهم المنتشرة هنا وهناك، والتى أفل نجمها وخاب ظنها ومساعها فى السيطرة على الحكم فى بلاد الربيع العربى.

قيس سعيد الرئيس الذى لا ينتمى لأى حزب سياسى أراد أن ينهى هذا الوضع المأزوم وفى محاولة لإنقاذ تونس والتونسيين ووضع نهاية لما تمر به البلاد وفى محاولة لتصحيح المسار قام بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشى وتولى السلطة التنفيذية.

اعتراف الغنوشى رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان بأن حركته أخطأت اعتراف جاء متأخرا وبهدف فتح مجال لإجراء حوار مع الرئاسة والقوى الوطنية..الغنوشى عاد وهدد بأنه حالة عدم الوصول إلى توافق بأن أنصاره وأفراد الجماعة سينزلون للشارع.

من الواضح أن هناك ارتباكا داخل حركة النهضة وجماعة الإخوان على اعتبار أن تونس هى آخر حصونها المتهاوية وإذا خرجت من المشهد فستكون بالضربة القاضية للحركة والجماعة.

قيس سعيد بين نارين وخيارين كلاهما مر.. تخوف القوى المدنية من انفراده بالسلطة وهى التهمة التى يحاول أن يبرئ نفسه منها فى كل تصريحاته وقراراته، وكذلك الضغط الدولى والمطالبات الإقليمية والعالمية بضرورة إنهاء هذه الحالة وعودة تونس إلى مسارها الديمقراطى، هم خياران يحاصران الرئيس المنتخب،

فهل سينجح قيس سعيد فيما يصبو إليه أم سيفشل الجميع كما فشلوا وتنزلق تونس- لا قدر الله– إلى صراعات ومصير لا نرضاه ونخشى من وصول الشقيقة تونس إليه؟

[email protected]