رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لا شك بأن طبيب البيت الأبيض السابق «رونى جاكسون» لم يخرج عن القواعد المرعية، ولم يسوق الأكاذيب، ولم يتعمد إطلاق الاتهامات جزافًا للرئيس الأمريكي «جو بايدن» عندما تحدث عن أن حالته الذهنية قد أصابها الاعتوار، ولهذا بدأ أداؤه مقلقًا للغاية إلى الحد الذى رجحت معه بعض التوقعات بأنه قد تتم إقالته. وساق أمثلة تدعم أقواله عندما أشار إلى أن بايدن قدم تأكيدات كاذبة حول فاعلية لقاح كورونا، كما عرض لتصريحه بأنه يجب مساعدة الأطفال لمعرفة ما إذا كان هناك رجل على سطح القمر، أو ما إذا كانت هناك كائنات فضائية أم لا. ووصف الطبيب رونى جاكسون حالة بايدن بأنها تعد قضية أمن قومى، إذ إن حالته الذهنية لن تسعفه لاستكمال ولايته الرئاسية إلى نهايتها، ولهذا كان من الضرورى أن يخضع لفحوصات طبية وذهنية من الآن، وأكد أنه سبق وحذر من أن حالة بايدن الطبية ذاهبة نحو الأسوأ. ولعل ما قدمه الطبيب يأتى كبرهان يشجع الآخرين على أن يبادروا باقناع بايدن بالاستقالة من منصبه فى المستقبل القريب لأسباب طبية.

لقد أثار «جو بايدن» المزيد من المخاوف بشأن لياقته العقلية لا سيما بعد أن بدا مرتبكًا وغير قادر على إعطاء إجابة متماسكة خلال تبادله الحديث مع أحد صحفيى «ذا ديلى اكسبرس»، فلم يسمح بايدن للصحفى بإنهاء سؤاله قبل أن يرد عليه قائلًا: (إن المخابرات الأمريكية ليست متأكدة عما إذا كانت موسكو قد أمرت بالاختراق)، وأضاف: (لسنا متأكدين من أنهم الروس، ولهذا السبب تأخرت فى النزول من الطائرة)، ثم تابع قائلًا: سأكون فى وضع أفضل لأتحدث إليكم عن ذلك). وشرع بعدها فى تحسس جيوبه للحصول على بعض الملاحظات المكتوبة لمساعدته فى الإجابة عن السؤال الذى كان بسيطا للغاية. أخذ عليه أحيانًا التحدث عفويًا دون أن يفكر مليًا بما يقوله، بل ويخرج عن الأطر التى كان عليه الالتزام بها، وانعكس هذا على إدارته لقضايا السياسة الخارجية والأمن القومى الرئيسية التى بدا على خطأ فيها على مدار العقود الأربعة الماضية منذ سبعينيات القرن الماضى.

لم يكن الطبيب جاكسون مبالغًا عندما طالب بخضوع «بايدن» لفحوصات ذهنية لإثبات أهليته لتولى الرئاسة، بل أكثر من هذا ذهب إلى أن التوقعات تنبئ بأن تتم إقالته، حيث وصف حالته بأنها قضية أمن قومى على أساس أن حالته الذهنية لن تسعفه لاستكمال ولايته الرئاسية حتى نهايتها. ومن ثم كان يتعين عليه أن يخضع لفحوصات طبية وذهنية. وذهب إلى أنه فيما إذا تعقدت الأمور، ولم يشرع فى تقديم استقالته فإن بالإمكان عندئذ استخدام التعديل الخامس والعشرين للتخلص منه. ولهذا فإن «جاكسون» الذى عمل كطبيب شخصى لكل من ترامب وأوباما انضم فى يونيو الماضى إلى عشرات من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين من أجل دعوة بايدن إلى إجراء اختبار لصحته العقلية والإدراكية على غرار ما فعله ترامب أثناء توليه منصبه بحيث يتم إعلان النتائج للمجتمع الأمريكى. ولقد تناغم الديمقراطيون مع هذه الدعوة عندما قالوا إن الأمريكيين يستحقون معرفة القدرات العقلية للقائد الأعلى لدولتهم بشفافية كاملة. ولم يبالغوا فى ذلك، حيث إن هذا يعد حقًا لهم، فلا يمكن لأحد أن يقبل أن يكون الرئيس الذى يحكمه فاقدًا للإدراك أو يعانى من أعراض تنبئ بالخرف أو الهذيان.