رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

مع بدايات نشر والحديث حول مبادئ ثورة 23 يوليو اندفع أهل الإبداع الفنى بكل أشكاله ووسائطه، وجماعة الفنون التشكيلية على وجه الخصوص للتفاعل مع الجماهير التى استقبلت خطوات تفعيل تلك المبادئ بفرحة غامرة، كما انحازت لكل ما جاء فى الخطابات الناصرية الثورية الساخنة الرافضة للتبعية للغرب ، فكان ذهاب عدد من فنانينا فى تلك الفترة للتأكيد على ملامح الهوية المصرية فى أعمالهم، والبعد عن محاكاة الفنون الغربية ، والابتعاد عن تقليد أصحاب المدارس الفنية الغربية..

أذكر كمثال لحالة فنان ما قبل الثورة ، عندما عرض الفنان الرائع «عبد الهادى الجزار»  لوحته « الجوع « فى أول مشاركة له فى معرض عام ، والتى ظهر بها إشارة لفئات مختلفة من نساء الشعب المصري، منكسرات مسحوقات هزيلات الجسد ومن أمامهن الأوانى فارغة ، فكان عند افتتاح الملك فاروق للمعرض القرار الملكى بسجن الفنان الشاب..

و حول ما كان يحدث قبل الثورة يؤكد فناننا الكبير والنحات الرائع  زوسر مرزوق ، أن الفنان محمود مختار الذى سافر إلى فرنسا وتتلمذ على « رودان « الذى كان زعيما للرومانسية الغربية، وعندما عاد مختار من البعثة عمل: (الفلاحة المصرية) كفتاة الصالونات، ناعمة وذات جسد جميل؛ إلى أن التقى بسيد درويش وسعد زغلول والتحم بثورة 19 وعاش أحداثها، ومن هنا صنع (شيخ الحارة) و(نهضة مصر) و(شيخ البلد) و(بائعات الخبز) و(الجوعى)، وكلها أعمالٌ مرتبطة بالثورة التى صقلته وأعطته الحس الوطني، واستمر هذا الطريق ولكن الإنجليز والقصر قاوموا ذلك الاتجاه بسلطتهم وكانوا يستقدمون الفنانين الإيطاليين والفرنسيين وهو ما نراه فى تماثيل الميادين وأسود قصر النيل، وكأن الفن الغربى هو النموذج الوحيد، و سار فى هذا الطريق فؤاد كامل ورمسيس يونان وفنانون كثيرون، لكن من حين لآخر كان يظهر فنان أصيل مثل محمود سعيد الذى أبدع (بنات بحري)، وإن كان قد عمل بالمفهوم الغربى والحس المصري، لأنه كان قاضيا ولم يتأثر بالثقافة الغربية أو يدرس على أيدى الأجانب.

ويُضيف «زوسر» أن عقب ثورة يوليو  وفى الزمن الناصرى كنت متخرجا فى كلية الفنون التطبيقية عام 64، وقبل هذا العام لم تكن هناك دراسات عليا فى هذه الكلية، وكنتُ أنا أحب الدراسة، فكتبتُ خطابًا شديد اللهجة إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشره صلاح جاهين فى الأهرام، أقول فيه إنه إذا لم تكن الفنون ترقى للتخصص فعلى الدولة أن توفر فلوسنا ووقتنا، وتصوّر الجميع بعد نشر الخطاب أننى سأذهب إلى وراء الشمس، ولكننى فوجئت برئاسة الجمهورية تستدعينى لأن الرئيس يُريد مقابلتي، وبالفعل قابلت الرئيس جمال عبد الناصر وسمع منى الحكاية بالكامل، وأخبرنى أنه لا يستطيع أن يعدنى بشيء إلا بأن الموضوع ستتم دراسته لأنه غير مُلم به وأحالنى إلى وزير التعليم العالي، وفى العام التالى مباشرة 65 تم إنشاء الدراسات العليا لأن الرئيس اقتنع بالفكرة.. ولذلك لم أنفصل أبدًا عن عبد الناصر الذى أثبت أنه قد وصل إلى أقصى مكان فى قلوب المصريين حين وفاته.

[email protected]