عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

قادنى حظى فى ايام العيد واثناء بحثى عن بعض الاشياء والاوراق فى المنزل الى كنز صور يضم معظمه ذكريات متنوعة عديدة تمثل بالنسبة لى جزءًا بل اجزاء من حياتى انها ذكريات حبى سواء حبى للمهنة او للاشخاص او للاماكن وكل منها يمثل لى حقبة زمنية. وما ان فتحت صندوق الصور حتى بدأت دموعى تتساقط  وانهمرت من عيونى وعلى الرغم من محاولاتى المستميتة فى اخفاء وجهى عن الموجودين معى الا انه عندما طال الوقت وطال سكوتى استرعى الأمر انتباههم . فهموا بالدخول للسؤال عن هذا الصمت الرهيب فازداد سهادى وطال صمتى وكشف امرى وعن حالتى انات البكاء وحشرجت صوتى فما كان منهم الا ان حاولوا اخراجى من تلك الحالة  التى استمرت معى وقتًا طويلًا .

وبعد ان فشلوا فى اخراجى من حالتى هذه ،وصفونى بالنكدية، لكننى جاوبتهم .بمقطع من اغنية كوكب الشرق ام كلثوم ذكريات انها قصص حبى.  وهنا اسرد لكم ما شاهدته حتى آل حالى لهذه الحالة فما بين الصور قلبت بعضا من اسطول الصور الذى احتفظ به لاجدنى استعدت ذكريات سنين ومنها ما آلمنى من شخصيات تضمها بعض الصور ومنها ما يخصنى فى عملى المهنى باجراء حوارات مع فنانين عظام رحلوا او متابعات لقضايا تخص بعضا منهم اثناء تداول تلك القضايا.

كذلك من ألبوم الذكريات فى الطفولة مع الاهل وابى وامى رحمهما الله وافراد عائلتى فأبتسم واضحك على مشاغباتى سواء فى المنزل او فى البحر او فى اماكن كثيرة تفصح عنها تلك الصور واجدنى اجهش بالبكاء وابكى مع المنظر واللحن الحزين من فقدان الاهل والاحبة الذين رحلوا وتركوا لنا ذكريات كثيرة ترسمها تلك الصور، فكيف انساها وسمعى تتردد فيه صدى أصوات هؤلاء، واعود الى ذكرياتى التى عشت معها ساعات فى استرجاع ما مضى وغلقت مسامعى لأتيح الفرصة لعيني ان تنهل من تلك الصور لتستعيد ذكرياتها، وكأننى طفل اعادوه الى ابويه لاجد عشرات من القصص الجميلة التى تبوح بالحب وتجمعنى بأسرتى وحياتى الشخصية واصدقائى وزملاء ومعارف وكل من عرفتهم طوال عمرى وصور اثناء قيامى بتغطية الحوادث ولقاءات مع مصادر او متهمين، فكل شخصية تجمعنى بها الصور لها معى مواقف وحكايات سواء عادية او عابرة او غير ذلك.

 ومنذ يومين نشرت على صفحتى الرسمية على الفيسبوك صورة كبيرة جدا التقطها لنا الزميل المصور مجدى حنا الذى رحل عن دنيانا وافتقدناه وكانت تضم عشرات من الزملاء الاعزاء والدكتور نعمان جمعة والكاتب الصحفى عباس الطرابيلى رئيس التحرير انذاك رحمهما الله وكنت اتوسط هذا الجمع الرائع وتوقفت امام هذه الصورة ليست لانها صورة تجمع زملاء مهنة بل لاتذكر المواقف التى جمعتنا سويا على مدى سنوات عديدة كنا نقضى معا وقتا اكثر مما نقضيه فى منازلنا او مع اسرنا. كنت اتفحص الصورة التى جمعتنى بشخصيات كثيرة لزملائى  حيث كنا نتسابق على من يسبق الاخر فى متابعة الاخبار ونخرج للبحث عن المتاعب ثم نعود بالاخبار الى الجريدة مرة اخرى حتى لو كان الوقت متاخرًا لا يهم الوقت ولا يهمنا اذا كنا متعبين او غير ذلك .

الاهم ان نعود بالاخبار التى تهم القارىء او المتابعة الجيدة وكنا نحفز بعضنا البعض ويشد رؤساؤنا من ازرنا ايضا، وامام كل هذا يزيد اصرارى على العمل حتى اننى رأيت من ضمن تلك الصور اثناء تغطيتى لاحدى القضايا والتى كانت تخص محاكمة المتهمين فى قضية التجسس مصراتى وكانت بتصاريح واصبت قبل التغطية بساعات وذهبت بالكانيولا الطبية فى يدى وانا مريضة، ومن شدة الزحام داخل القاعة اعتليت مدرج المحكمة والتقطت لى الصورة من احد زملائى باحدى الصحف الكبرى ليفاجئنى بها واهدانى اياها وقتها .