عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 الآن وبعد سنوات قليلة اتضحت وبجلاء تام الصورة الكاملة، وأدركت الشعوب العربية المختلفة الأهداف الحقيقية لجماعة شيطانية متطرفة، استهدفت تدمير ركائز الدول وطمس هويتها. سنوات طويلة وهى تنفذ مخططاتها وتقوم بكافة العمليات الإرهابية القذرة داخل المنطقة العربية وفى مختلف دول العالم لأهداف متباينة، و انبثق منها الكثير من الجماعات التى انتهجت هذا النهج البغيض من التطرف والعنف وتنظيمات إرهابية عاثت فى الأرض فسادًا، وأثارت الفوضى. مائة سنة كاملة تسعى تلك الجماعة الإرهابية  إلى السيطرة على مفاصل الدول والتغلغل فى مجتمعاتها تحت ستار الدين واستقطاب شبابها بوعود و طموحات زائفة حتى امتد تأثيرها السلبى وطال كافة مجتماعتنا العربية وتجمعات أبنائها المغتربين والمهاجرين فى دول العالم المختلفة. سعت تلك الجماعة و أذرعها و توابعها من الجماعات الشيطانية للسيطرة على العقول وتغييبها ونجحت لحد كبير، حتى كانت ثورة 30 يونيو المجيدة فى مصر المحروسة  والتى أزاحت الستار عن وجه الجماعة القبيح و أعادت الشرعية للشعب وكانت هى الشرارة الأولى التى أيقظت الشعوب الشقيقة الأخرى لتحذو حذو الشعب المصرى وتنتفض لتعيد هويتها المعتدلة الوسطية.

بمجرد متابعة الأحداث الجارية فى تونس، وما نراه من انتفاضة حقيقية للشعب ضد حزب «النهضة» التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد قرار الرئيس التونسى قيس سعيّد، بتجميد كل سلطات مجلس النواب الذى يترأسه راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة، ورفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان، وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشى من منصبه، وأيضا ما نشاهده من تداعيات تلك الأحداث وتأثير الضربة التى تلقتها حركة النهضة فى تونس على تنظيم الإخوان فى ليبيا، والذى قد يفتح الطريق أمام إسقاطهم خلال الانتخابات المرتقبة فى ديسمبر المقبل. كل تلك المشاهد تعود بنا إلى أحداث ثورة «30 يونيو المجيدة» والتى انتفض فيها الشعب المصرى ضد جماعة الإخوان الإرهابية بعد عام من تقلدهم الحكم داخل الدولة المصرية، تمكنوا خلاله من الإعداد  والتغلغل والتخطيط لتدمير ركائز الدولة، إلى أن تمكن الشعب المصرى والقوى السياسية بدعم وتفويض للرئيس السيسي، وزير الدفاع حينئذ،  من إعادة السيطرة الكاملة، وإنقاذ الدولة المصرية من يد غاشمة، وعقول آثمة، تتستر خلف قناع الدين لتتمكن من تنفيذ مخططها الإرهابي.

 الآن، وبعد كل تلك الأحداث والانتفاضات الشعبية فى وجه تلك الجماعة الإرهابية، تزداد القناعات بأنه سيكون السقوط الأخير للإخوان و توابعهم وفلولهم. الطوفان الكاسح  من الفهم والإدراك لخطورة تلك الجماعة و أذنابها فى عدد كبير من الدولة وتسخير تلك الجماعات الشيطانية لمخططات تدمير وتفتيت الدول العربية وطمس هويتها قد بدا واضحا للجميع.

وبالنظر إلى عقيدة تلك الجماعة المتطرفة الإرهابية دائما ما كانت تعتمد على ركائز العنف والإرهاب والتدمير، كجزء رئيسى فى فكر الجماعة من أجل تحقيق أهدافها، وكان العنف متأصلا فى فكر التنظيم الإرهابي، منذ أن كان مجرد أفكار فى ذهن البنا فى عشرينيات القرن الماضي، مرورا بطرق تبرير العنف، وتطبيقه فى دول عربية عدة مثل مصر واليمن وسوريا وليبيا، وتونس، واستباحت كافة الوسائل الممكنة للوصول لأهدافها الحقيرة وكانت غايتهم تبرر وسائلهم القذرة.

 وتؤكد الأحداث فى السنوات الأخيرة أن المواطن العربى من المحيط إلى الخليج قد أدرك زيفهم وضلالهم وتضليلهم، ويتتابع سقوطهم فى دولة تلو الأخرى ولعله الخلاص الاخير والنهائى  والخلاص الأخيرمن إخوان الشياطين، وبالقطع فما حدث فى تونس الشقيقة مؤخرا كان متوقعا مع تردى الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ووصول البلاد إلى حافة الهاوية، وأيضا تؤكد الأحداث المتتابعة فى الدول الثائرة على هذا التنظيم الإرهابى أن فصل سقوطهم الأخير قد بدأ، وأن الشعوب دائما الأحق بتلك الشرعية التى تثور من أجلها، وتنتفض عندما تنتزع منها هويتها.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد