رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

الأحداث التى تشهدها تونس الشقيقة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإخوان جماعة فاشية أينما وجدت، وأينما كانت لا تعرف إلا الهيمنة والسيطرة والاستحواذ، ولا تعمل إلا لمصلحة أهدافها وأعضائها ومن ينتمى إليها، والأخطر أنها لا تعرف الانتماء للأوطان، ويختلف مفهوم الدولة لديها تمامًا مع الواقع الموجود جغرافيًا وسياسيًا، وبالتالى فإن فكرة الوطن والأمن القومى لا قيمة لها فى أدبيات جماعة الإخوان، ومرجعهم فى ذلك حسن البنا مؤسس الجماعة الذى رسخ فكرة أن الوطن وسيلة وليس غاية، ومن هنا يرى الإخوان أنهم فوق مصر وتونس وغيرهما من الأقطار التى يعيشون فيها ولا ينتمون إليها، وليس أدل على ذلك من مقولة مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذى قال نصًا - طظ فى مصر - وأنه لا يمانع فى أن يحكم مصر أى فرد مسلم حتى لو كان من دولة أسيوية، وبالتالى فإن فكرة الدولة لديهم هى السلطانية أو الدولة العثمانية أى دولة الخلافة، وهو الأمر الذى يفسر بوضوح أسباب - قبلة - الإخوان نحو تركيا، ويفسر أيضًا المساندة الكبيرة التى تلقاها الإخوان فى أية دولة من رجب طيب اردوغان، باعتبار أنها تحقق طموحه فى استعادة امبراطورية زائلة، وهو طموح استعمارى مثله مثل كل أشكال الاستعمار التى حدثت فى القرون الماضية، وهو أمر يفسر لنا كثيرا من الصراعات وحروب الميليشيات التى تحدث فى عدد من الدول العربية.

الواضح من الأحداث التى تشهدها المدن التونسية أنها تشكل صورة مصغرة من الأحداث التى شهدتها مصر قبل الاستقرار، وربما يكون أبرز مشاهدها قيام التوانسة باقتحام مقرات الإخوان واشعال النار فيها على غرار ما حدث لمقر جماعة الإخوان فى مصر بالمقطم، والملاحظ أن خروج آلاف المواطنين لتأييد قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد كانت تعبيرًا عن ترحيب الشعب التونسى ورغبته فى إزاحة الجماعة ورئيسها راشد الغنوشى، بعد أن تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية بسبب فشل الجماعة فى إدارة شئون البلاد، والعمل فقط من أجل الاستحواذ والانفراد بالسلطة من خلال القبض على مؤسسات الدولة الهامة، ومنها على سبيل المثال المؤسسة القضائية بهدف إفساد ملفات التقاضى فى القضايا الإرهابية وأبرزها قضية مقتل شكرى بلعيد ومحمد البرهامى وحماية مرتكبيها من المحاكمة وأيضًا حماية أعضائها من المحاكمة فى قضايا الفساد المالى، كما اتهم المتظاهرون التوانسة حركة النهضة بسرقة أحلام الشباب بعد أن وصلت نسبة البطالة بينهم إلى 20٪ وتدهورت الأحوال المعيشية لشريحة كبيرة من الشعب التونسى، وباتت تونس الخضراء على شفا الإفلاس، بسبب سيطرة الجماعة عليها لحوالى عقد من الزمان.. وفى اعتقادى أن القرارات الجريئة التى اتخذها الرئيس قيس سعيد هى بداية الخلاص من الجماعة وتصحيح المسار وتغيير الأوضاع خاصة وأن الشعب التونسى يتمتع بثقافة كبيرة وسلوك حضارى يمكنه من تجاوز الجماعة والعودة بسرعة إلى مساره الطبيعى فى العمل والإنتاج والنمو والعودة بالبلاد إلى وجهها الحضارى الذى عهدناه.

حمى الله مصر وكل الأقطار الشقيقة

نائب رئيس الوفد