رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

نحن دائمًا هكذا.. ننشغل بأسوأ ما فينا وننسى أجمل ما لدينا.. وإذا راجعنا الأحداث التى شغلتنا طوال الفترة القصيرة الماضية سنعرف أين الداء وكيف الدواء!

.. ومع أننا نمتلك قدرات وإمكانيات حقيقية ليست قليلة، وربما تفوق تصورنا عن ذواتنا، ومع ذلك يستطيب لنا جلدها باستمرار مثلما حدث مع البعثة الأوليمبية المصرية فى طوكيو 2020!

.. ورغم ما يبدو من نتائج البعثة المصرية إنها هزيلة، حتى كتابة هذه السطور، ولا ترقى إلى عدد السكان ولا إلى تاريخ مصر الأوليمبى، ولا تتوافق حقيقة مع عدد المواهب المتوفرة التى تحقق انتصارات رغم ضعف الاهتمام والدعم الرسميين.. فإن ما حققوه حتى الآن هو معجزة بكل المقاييس.. ولابد أن نصارح أنفسنا بأن اللعبات الفردية والجماعية غير الشعبية ينقصها الكثير من ناحية الدعم المادى، وهى قضية تحتاج إلى وقفة جادة وإعادة نظر فى سلم الأولويات فى مجال الرياضة.. فليس من المعقول أن ننفق المليارات على فرق كرة القدم، بأسعار اللاعبين وأجور المدربين بدون نتائج مشرفة على المستوى الدولى.. بل ومخجلة مثلما حدث فى كأس العالم الماضى.. وفى المقابل نترك أبطالًا حقيقيين فى لعبات أخرى لا يجدون نفس الاهتمام المادى والإعلامى!

.. وما حققه اللاعبون المصريون، حتى الآن، من ميداليات، وفى ظل الدعم الذى لا يذكر لهم بالمقارنة ما تقدمه أمريكا أو الصين، يؤكد أننا قادرون بالفعل لتحقيق أكثر من ذلك بكثير وخصوصًا فى مجال اللعبات الفردية.. ولا أعتقد أننا غير قادرين على الإنفاق بسخاء مثل الدول التى ذكرتها، على لاعبينا طوال فترة الإعداد للأوليمبياد القادمة إذا توفرت الإرادة والرغبة والطموح لتحقيق ما يتناسب مع عدد سكاننا وتاريخنا الرياضى فى المنطقة والعالم.. وإن ما حققه اللاعبون المصريون فى لعبة الإسكواش مؤخرًا، وللأسف هى ليست لعبة أوليمبية حتى الآن، يؤكد أننا نستطيع أن نكون من الأوائل فى لعبات أخرى!

.. وإذا كنا نهتم بتطوير التعليم بصدق، فإن هذا التطوير لا يقتصر على استخدام التابليت فى الامتحانات أو تلقى الدروس، ولكن لا بد أن يترجم فى مخرجات أخرى علمية ورياضية وفنية.. وأن الحكم على نجاح تجربة تحديث المدارس مثل مدارس النيل والمدارس اليابانية، لابد أن يتجسد فى تخريج طلاب متفوقين علميًا ورياضيًا وثقافيًا، ولا نعود للمربع الأول الذى عانينا منه طوال السنوات الماضية عندما كان الطلاب يحصلون على مجاميع تزيد على مائة فى المائة والنتيجة صفر!

.. انسوا بعض الوقت مطربى المهرجانات، وحجاب الفنانات وكذلك الفنانين الرجال، وزواج الدعاة.. وحتى لاعبى الأهلى والزمالك.. فكلها حماقات لا فائدة منها وتزيد من تخلفنا، ولم يكذب الشاعر أبوالطيب المتنبى عندما قال فى ذلك.. «لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها».. وركزوا فى مستقبل العلم والثقافة والرياضة.. فهذه المحاور الثلاثة هى التى تتقدم بها الدول، وبقدر ما تحققه من نتائج فى هذه المجالات يقاس تقدمها ونحن لا ينقصنا شيء سوى إعادة ترتيب الأولويات، وإعادة تنظيم الاهتمامات.. مشكلتنا أننا لا نبدأ صح ولذلك ننتهى خطأ دائمًا!

 

[email protected]