عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

مستحيل أن تتحكم جماعة فى وطن، الشعب هو الذى يمنح الشرعية ويسحبها فى أى وقت عندما تنحرف السلطة عن مسارها الصحيح، فالذى يحدث فى تونس هو عملية تصحيح مسار خاطئ وتطهير البلاد من الخونة وفصيل الإسلام السياسى المزيف لإنقاذ الدولة من الانهيار بعد تردى الأوضاع المعيشية والمنظومة الصحية نتيجة انتشار الفساد فى ظل حكم جماعة الإخوان.

فحركة النهضة التى يقودها راشد الغنوشى، رئيس البرلمان، حولت تونس إلى سجن كبير بعد سطوها على ثورة الشعب عام 2010 وتحويلها إلى غنيمة، فعم الفساد المالى، وابتزاز رجال الأعمال التونسيين، وكوَّن الإخوان عن طريق استغلال السلطة شبكة تهريب للأموال، وخربوا الاقتصاد، وضربوا رأس المال الوطنى، وتضاعفت ثروات وممتلكات أعضاء بالجماعة خلال فترة وجيزة.

وأمام هذا الانهيار جاءت قرارات الرئيس قيس سعيد لإنقاذ الشعب التونسى من المجاعة التى كانت وشيكة مستخدماً حقه الدستورى فى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الخطر الداهم، وفى مقدمتها فتح الملفات المغلقة لكشف فساد الإخوان، وتجارة السلاح، وصفقات تسفير الشباب، وتطهير القضاء وتطبيق القانون على الجميع، وحتى يتمكن الرئيس التونسى من ذلك أعفى رئيس الحكومة من منصبه، وجمد البرلمان، ورفع الحصانة عن رئيسه ونوابه، وأقال وزيرى الدفاع والعدل، وهى قرارات ضرورية تصب فى مصلحة الشعب التونسى لوقف حالة التدهور التى لحقت بالبلاد، وانحاز الشعب إلى قرارات الرئيس، وتجاهل صيحات «الغنوشى» رئيس حركة النهضة، بأن ما يحدث انقلاب على الشرعية.

أى شرعية يتحدث عنها إرهابى، ويستخدمها فزاعة لإبقاء الحال على ما هو عليه، ويحرم الشعب من طرق الحديد وهو ساخن لتطهير البلاد من حكم العصابة التى اشترت الانتخابات بالمال، وتتمسك بالصندوق الوهمى، وتتجاهل ديمقراطية الشعب صاحب القرار، الشعب التونسى وضع مصلحته فوق أى شرعية، ورفض ديمقراطية الإرهاب والسرقة ونهب الأموال، وتهريب المليارات إلى الخارج.

يدرك الشعب التونسى الذى انحاز إلى رئيس البلاد وإلى جيشه أن عقيدة الإخوان هى الذبح والتكفير، ولا علاقة لهم بالديمقراطية، فهم يبحثون عن مصالحهم فقط، كما يدرك الشعب التونسى أن الإخوان إذا كانوا يطلقون على غضبة الشعب أنها انقلاب، فالشعب يرحب بالانقلاب على الفقر والفساد والمافيا وتجار الدين.

الشارع التونسى مهيأ للتغيير وعلى الرئيس قيس سعيد أن يبادر بوضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، ويتخذ إجراءات أكثر صرامة ضد جماعة الإرهاب لاقتلاعها نهائياً. ولن يكون الوضع فى صالح الاستقرار فى تونس ولا فى صالح الشعب التونسى إذا عاد الوضع إلى ما هو عليه، واستمرت حركة النهضة فى السلطة، وسوف يلجأ الإخوان إلى تصفية الحسابات مع الذين ثاروا ضدهم.

أمام الشعب التونسى فرصة ذهبية لخلع الجماعة الفاشلة التى وضعت تونس على مشارف الانهيار، وكشفت عن وجهها الحقيقى فى أنها جماعة إرهابية تسعى إلى السلطة من أجل المال والنفوذ، والوطن بالنسبة لهم حفنة تراب، الإخوان فى كل مكان نهج واحد، يعتمد على السمع والطاعة فى تونس مثلهم فى مصر والجزائر وليبيا وفى كل الدول، هم جماعة لا علاقة لها بالسياسة ولا بالدين، هم أجراء عند جهات خارجية تسعى من خلالهم إلى تقسيم الوطن العربى لتنفيذ مخطط صهيونى فى الاستيلاء على الثروات.

مصر حذرت من الإرهاب والعنف وقررت مكافحته نيابة عن العالم، ولن تتخلى عن أشقائها فى أى مكان، لأنها اكتوت بنار هذه الجماعة، وما حدث فى مصر هو الذى يحدث فى تونس حالياً، ولو كانت ثورة 30 يونيه فشلت لكانت مصر قد وقعت فريسة فى أيدى الذئاب، ولم تقم لها قائمة، ولكن خرج الشعب المصرى ولم يعد إلا وهو قابض على تراب الوطن، ولقن هذه الجماعة الخائنة الفاشلة درساً باقياً فى ذاكرة التاريخ تتعلم منه كل الشعوب التى تقع فى قبضة الاحتلال الإخوانى إذا خرج الإخوان من تونس، فإن الوطن العربى سيتنفس الصعداء من هذا الكابوس، كما سيمتد الاستقرار إلى العالم عندما ينبذ هذه الجماعة وتحال قياداتها فى كل مكان إلى المحاكمة على الجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبتها فى حق الشعوب.

مصر لا تتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة، ولكنها تحارب الإرهاب فى كل مكان لأنه عدو الأوطان، وعدو الحياة.

تونس تستطيع أن تلقن هذه الجماعة درساً جديداً بعد الدرس المصرى الذى أصبح علامة مسجلة فى تاريخ شرعية الشعب، الشعب السيد فى الوطن السيد، تستطيع تونس بشرط أن يكون الشعب يداً واحدة فى كل ولاية وشارع ومنطقة.