رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عندما يصبح متوسط عمر الانسان 150 سنة، فإن عز الشباب سيكون بين الأربعين والستين، وعندها سيكون متوسط عمر لاعبى كرة القدم بالأندية الكبرى مثلا ما بين الأربعين والخمسين، وسن الزواج ما بين الأربعين والخمسين، ومعدلات الإنجاب قد تكون مخيفة. مستقبل العلم على المدى القريب جدًا سيكون مذهلا.. العلم والعلماء اقتربوا جدًا من فك شفرة الحياة وتحديد «جين العمر» من بين آلاف الجينات الأخرى.. يقول عالم الفيزياء الأمريكى ميتشيو كاكو فى مؤلفه واسع الانتشار «رؤى مستقبلية»: ستتقدم ثورة الـ DNA إلى النقطة التى يمكن عندها للعاملين فى الجينات ان يبتكروا أنواعا جديدة من الكائنات العضوية، ما سيتيح للإنسان والانسانية زيادة الغذاء والعقاقير وتحسنا نوعيا فى الصحة العامة. بالمقارنة لما سيكون عليه المستقبل - أجمع أكثر من مائة عالم ردا على سؤال محدد وهو: أين نحن الآن؟ بالقول: إننا فى الوقت الحاضر العالم يعيش حضارة من النوع صفر - فنحن نستخدم أساسا النباتات الميتة «الفحم الحجرى والنفط» لتزويد آلاتنا بالطاقة، وعلى هذا المستوى الكوكبى فنحن مثل أطفال نخطو خطواتنا الأولى الثقيلة المترددة فى المكان.

الثورة العلمية المعلوماتية القادمة ستغير وجه الحياة على الأرض - ليس فقط ذلك وإنما ستنقل الحياة لكواكب اخرى وقبل نهاية القرن الحادى والعشرين ستكون هناك مستعمرات بشرية فى كواكب أخرى.. فى مركز «بالو ألتو» للأبحاث التابع لشركة زيروكس المطل على وادى السيليكون بولاية فلوريدا الأمريكية ترسم خطط المستقبل ويتم ابتكار أساليب الحياة الجديدة التى سيتغير معها وجه الكون وقيمه ومبادئه خلال أقل من ثمانية عقود فقط.. أما عن متوسط الأعمار المتوقع بنهاية هذا القرن تقريبا نورد أولا بعض الحقائق التى تظهر مدى تأثير التطور فى البنية البشرية أو السكانية فى العالم.. منذ بدء الخليقة وحتى بداية القرن الـ19 كان عدد سكان العالم يدور حول المليار نسمة وخلال 200 سنة بعد ذلك (1800 – 2021) أصبح تعداد العلم يتجاوز 7 مليارات نسمة. العدد اذًا زاد 6 مليارات فى 200 سنة فى حين لم يتجاوز المليار خلال ملايين السنين.. يقول عالم التشريح الأمريكى الشهير «ليونارد هيفليك» إن متوسط عمر الانسان منذ بدء الخليقة حتى قيام الثورة الصناعية مطلع القرن التاسع عشر كان 18 سنة.. فى مطلع القرن العشرين كان متوسط عمر الأمريكى 49 سنة، والآن متوسط عمر الأمريكى 76 سنة أى بزيادة 55% خلال قرن واحد. وفى أمريكا اليوم هناك زيادة مطردة فى متوسطات عمر تصل إلى 100 عام لدى شرائح كبيرة من الأمريكيين.

قبل مائة عام من الآن ظهر فى أمريكا نائب جن وعفاريت اسمه «جون برنكلى» وكان واعظا أصوليا وروج لوهم نقل خصية الماعز للانسان ليعيش أطول ولا يعرف جسده الشيخوخة، وامتلأت عيادته فى كنساس بالمهووسين والمغفلين.. حتى فى أمريكا «إينما وجد النصاب وجد المغفل». وبمنطق العلم وليس الخرافة يرى العالم كريستوفر ويلز أستاذ البيولوجيا بجامعة كاليفورنيا انه بحلول عام 2025 سيتم عزل جينات السن أو العمر لدى الفئران التى يشترك الانسان فى تكوينه الجينى معها بنسبة 75%، وإذا نجحت عملية العزل ستكون الخطوة الثانية عزل جين العمر عند البشر، ويعتقد العالم كريستوفر ويلز أنه عند الوصول لتحديد جين العمر عند البشر سيكون متوسط عمر الانسان فى البدء سيدور حول 150 سنة.. السؤال المطروح داخل أعرق مراكز البحوث فى أمريكا والعالم: هل سيطول عمر الانسان فى جسد كسيح؟ وهل سنعانى لعنة «تيثونس» الذى قدر له - حسب الاسطورة اليونانية - ان يعيش للأبد داخل جسم كسيح؟ حتى الآن ليس واضحًا ما إذا كان تغيير جينات السن سيعيد تجديد أجسادنا. العلماء يقولون من واقع سلسلة من التجارب انه قد يكون ممكنا فى يوم من الأيام تربية أعضاء جديدة بأجسامنا محل أعضاء مهترئة.. هذه الاطلالة على المستقبل من خلال كتابات العلماء البارزين فى العالم ليتها تشجع البعض منا على التفكير فى معانٍ جديدة للابداع والايمان متحررين من طفولة الوهم وسجون الماضى العقيم.