رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

لا أحد ينكر على الإطلاق الدور الكبير الذى تقوم به الدولة المصرية لحماية الفقراء وأهل العوز. فالدولة تقوم بمظلة اجتماعية واسعة من أجل الفقراء، وقد تمثل ذلك فى أمور عديدة بهدف توفير الحياة الكريمة لكل فقير مصرى، ودائماً ما تراعى الدولة ظروف هذه الفئة من المجتمع وتوفر لها كل الاحتياجات اللازمة.

لذلك من المهم جداً أن يصل الدعم لهذه الفئة الفقيرة ولا يشاركها فيها أى غنى، وأعتقد أن الخطط الجديدة التى تنفذها الحكومة تسير فى هذا الاتجاه، يعنى أن الحكومة تقوم بتعديل منظومة الدعم حتى لا يتساوى الغنى مع الفقير فيها، ولا المنطق ولا العقل ولا الأديان ترضى بأن يتساوى الاثنان، لأن معنى ذلك أن الغنى يجور على حق الفقير فى كل الخدمات التى تقدم للمواطنين من وجوه عديدة مثل الخدمات الصحية وتعريفة الركوب فى القطارات والمترو والتعليم وخلافه. والذى أقصده أنه يجب أن يختلف سعر قيمة الخدمة بما يحقق فكر المشاركة فى الأعباء. وهذا النظام ليس بدعة وإنما هو معمول به فى بلدان كثيرة من العالم.

لماذا لا نحقق فكر المشاركة فى الأعباء فى الكهرباء والمياه والغاز، لأنه غير مقبول أن يتساوى الفقير مع الغنى فى سعر الخدمة المقدمة، فالمواطن الفقير الذى يعانى فى الحياة ويواجه مصاعب فى توفير قوت يومه، ويشقى من أجل تسديد فواتير الخدمات شهرياً، يتساوى مع الغنى الذى لا ترهقه هذه الفواتير، المفروض أن يكون هناك نظام مختلف يحقق العدالة الاجتماعية، ويحمى الفقراء ويحفظ الحياة الكريمة.

الدولة وحدها ليست معنية بتوفير هذه الحياة الكريمة، ولكن القادرين لابد لهم أن يشاركوا فى الأعباء، وهذا واجب عليهم، وإذا كانت الدولة معنية بتوفير المظلة الاجتماعية والحماية للطبقات الفقيرة من العوز طبقاً للدستور والقانون، فإنه من الواجب على القادرين والأغنياء أن يشاركوا فى هذه الأعباء، ومن حق غير القادرين والفقراء أن يحصلوا على الخدمة بما يتوافق مع دخولهم القليلة، وما يحدث الآن هو أن القادرين يشاركونهم، مما يزيد من آلام ومتاعب هؤلاء الفقراء، وباختصار شديد فإن كل السلع المدعومة التى تقدمها الدولة لابد من إعادة النظر فيها، بحيث يحصل على الدعم المواطن الفقير الذى يستحق هذا الدعم ولا يشاركه فيه الأغنياء، والذى يجب أن يشاركوا فقط فى تحمل الأعباء، وهذه هى المظلة الاجتماعية التى ننادى بها لحماية الفقراء والمحتاجين.

لذلك من الضرورى إعادة النظر فى منظومة الدعم بما يضمن وصوله إلى مستحقيه الحقيقيين بعيداً عن القادرين الذين يشاركون الغلابة فيه.