رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

قال وزير الرى الأثيوبى الاثنين الماضى: (لقد تمت عملية الملء الثانى لخزان النهضة، وهذا يعنى أن لدينا كمية المياه اللازمة لتشغيل التوربينات). وهكذا اكتملت حلقات المشروع المثير للجدل والذى تسبب فى توترات مع مصر والسودان. ورغم جولات المفاوضات التى عقدت بين الدول الثلاث إلا أنها لم تنجح فى حل الخلاف القائم بين أثيوبيا من ناحية وبين دولتى المصب من ناحية أخرى، فعلى حين تقول أثيوبيا إن المشروع الذى تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار يعد حيويا لنهضة البلد الاقتصادية، ويعد مصدرًا أساسيًّا للطاقة، فإن مصر والسودان تسكنهما المخاوف بسبب الآثار المحتملة للمشروع على منسوب مياه النيل فى البلدين. وعلى حين ترى مصر فى المشروع تهديدا خطيرا لمصادر مياهها التى تعتمد عليها بشكل شبه رئيسى، فإن السودان عبر عن قلقه بخصوص مدى سلامة السد وتأثيره على السدود والمحطات المائية فى السودان.

أما الأمر المثير للجدل فيتعلق بالموقف الذى تبنته روسيا إزاء أزمة السد حيث تبنت روسيا الرؤية الأثيوبية عندما أوصت باستكمال المفاوضات بين الدول الثلاث تحت مظلة الاتحاد الافريقى. الأمر الذى جاء صادما، وحدا بالكثيرين إلى أن يتساءلوا عن السبب الذى دفع روسيا إلى الالتحام بالموقف الأثيوبى. بل لقد خرجت روسيا عبر كلمة مندوبها فى مجلس الأمن لتتحدث عن الأهمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمشروع السد فى توفير المياه للملايين الذين يعيشون فى أثيوبيا التى تعانى من انقطاع الكهرباء، وطالب المندوب الروسى بحل النزاع عبر السبل السياسية وبمشاركة الدول الثلاث، وأن يجرى فى إطار روح ومحتوى اتفاق اعلان الخرطوم الموقع فى مارس 2015، وانبرى يتحدث عن أن التهديد باستخدام القوة أمر يجب منعه وتفاديه لأنه لا يؤدى إلى حل متفاوض عليه.

وهكذا ظهرت روسيا وكأنها تتخلى عن مصر، ففى أعقاب خطاب مندوبها فى مجلس الأمن قامت بتوقيع اتفاقية تعاون عسكرى مع أثيوبيا الأمر الذى طرح المزيد من التساؤلات حول التحالف بين روسيا وأثيوبيا، ودور موسكو فى دعم أثيوبيا دوليا سواء فى ملف السد أو فى صراعها مع إقليم «تيجراى». وهكذا بدا وكأن روسيا قد انحازت كلية انحيازًا فجًّا ضد المصالح المصرية الاقتصادية والعسكرية والعلاقات المتنامية بين الدولتين! أكثر من هذا ازدادت التحاما بأثيوبيا عندما انتقدت تصريحات الرئيس السيسى من أن مصر لن تفرط فى حقها فى المياه، وستتخذ كل الوسائل الممكنة للحفاظ عليها. الأمر الذى جاء صادما وحدا بالكثيرين إلى أن يتساءلوا عن السبب الذى دفع روسيا إلى الالتحام بالموقف الأثيوبى إلى هذه الدرجة ؟. ليكون الجواب هو مصالحها الذاتية لا سيما وأنها ما زالت تنظر بعين الشك للسياسة المصرية ولا يغيب عنها طرد الخبراء الروس فى عهد الرئيس السادات، ودعم مصر للجهاد الأفغانى ضد الوجود السوفييتى، ودعم مصر للصومال فى حرب أوغادين عام 77، وما يقال عن تسليم مصر أسلحة روسية متطورة إلى الطرف الأمريكى للكشف عن نقاط ضعفها. هذا فضلا عن أن لروسيا مصالح كبيرة فى منطقة القرن الافريقى، وتربطها علاقات وطيدة بأديس أبابا منذ الاتحاد السوفييتى. كما أن روسيا تمارس الضغط من أجل الحصول على مصالح فى المنطقة يتصدرها انشاء قواعد عسكرية روسية على البحر الأحمر.وعليه فإن علامات الاستفهام تتبدد بعد أن تأكد مسعى روسيا الدؤوب لتحقيق مصالحها، فالمصلحة تجب كل شىء.