رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

تواجه مصر في هذه المرحلة من مراحل تطورها العديد من التحديات على مستويات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، وربما يكون من أهم وأخطر هذه التحديات تحدي التنمية وذلك نظراً لاتصال وارتباط عملية التنمية بالحياة اليومية لجميع المواطنين، ولذلك فإن تنفيذ المشروعات التنموية المهمة والكبيرة يساعد على دفع عملية التنمية ولكن تثار في بعض الأحيان حالة من النقاش والجدل حول بعض المشروعات، ويصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بإيقاف هذه المشروعات وعدم تنفيذها ورفع دعاوى قضائية، ولعل هذا ما يحدث الآن مع مشروع تنمية غازات غرب دلتا النيل في رشيد وإدكو بمحافظة البحيرة والذي يحتاج إلى تغليب النظرة العلمية والموضوعية والهادفة في التعامل مع هذه المشروعات بدلاً من الصوت العالي أو الاعتراض لمجرد الاعتراض، وبحيث يتم في النهاية تغليب المصلحة العامة سواء في تنفيذ أو عدم تنفيذ هذه المشروعات.

أولاً التعريف بالمشروع: يهدف مشروع تنمية غازات غرب دلتا النيل إلى استخراج الغاز من المياه العميقة،حيث قامت شركة (BP) بريتش بتروليوم العالمية وشركة (R.W.E) الألمانية بعقد اتفاقية مع وزارة البترول المصرية والهيئة المصرية العامة للبترول لتنمية احتياطات الغاز المكتشفة بمنطقة شمال الإسكندرية، ومناطق امتياز غرب البحر المتوسط للمياه العميقة والتي تصل إلى قرابة 25% من الإنتاج الإجمالي للغاز في مصر، وبما يضمن توفير هذا الغاز للسوق المحلي المصري وذلك من خلال استثمارات هائلة من الشركتين تقدر بحوالي 12 مليون دولار أي بما يعادل 91 مليار جنيه، وتعود ملكية كافة أصول المشروع من منصات بحرية، وخطوط أنابيب ومحطات معالجة وما تشمله من إنشاءات وأراض إلى الدولة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة القابضة للغاز (إيجاس)، وتعتبر شركة بريتش بتروليم بمثابة مقاول المشروع والمسئول عن استخراج الغاز من المياه العميقة ونقله من خلال أنابيب بحرية إلى المحطة البرية التي سوف تقوم بدورها بتحويل الغاز وضخه في الشبكة القومية المصرية وكما أعلن فإن المشروع الخاص بتنمية غازات غرب دلتا النيل لن يتضمن في أي مرحلة من مراحل تشغيله إقامة مجمع للبتروكيماويات، وربما هذا ما يتخوف منه الأطراف المعارضة للمشروع وهو ما يجب التأكيد عليه والالتزام به.

ثانياً: إيجابيات المشروع: حيث عقدت جلسة لتحديد نطاق الدراسات البيئية والاجتماعية لمشروع تنمية حقول غرب دلتا النيل للغاز في 15/6/2015 في دمنهور بمحافظة البحيرة بحضور الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، والمهندسة ناديا عبده نائب المحافظ، ومدير عام شركة (BP) مصر، ونائب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) لقطاع الاتفاقات والاستكشافات، ومدير عام شركة (R.W.E) الألمانية بمصر، والسيد مدير المشروعات والعلاقات الخارجية، والمسئول عن تنمية المجتمع المحلي للمنطقة المحيطة بالمشروع بشركة (BP)، واللواء محمد فتحي إسماعيل مدير أمن البحيرة، ووكيل قطاع الأمن الوطني بالبحيرة، وممثل الأمن القومي، والأستاذ سمير قاسم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد، والأستاذ عطا سلامة رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدكو، ومجموعة من أهالي رشيد وإدكو حيث تم استعراض الجوانب والآثار الإيجابية للمشروع والتي تتمثل فيما يلي:

أ- التنمية الاجتماعية للمنطقة المحيطة بالمشروع في رشيد وإدكو في مجالات الصحة، والتعليم والبيئة، والبنية التحتية، والقروض الحسنة بهدف مساعدة الشباب.

ب- إقامة مركز للمعلومات والتنمية الاجتماعية بجوار أرض المشروع لمعرفة الحقائق حول المشروع بشكل مباشر، وتتم هذه الجهود بالتعاون والإشراف المباشر للمحافظة.

ج- التوظيف، حيث إن جميع الوظائف يتم الإعلان عنها من خلال مركز المعلومات، ومن خلال التواصل المباشر مع الأهالي ودون وساطة أو تدخلات من أي طرف.

د- التعاون مع المقاولين المحليين والجمعيات الأهلية في إدكو ورشيد، وتخضع كافة الأعمال والأنشطة للرقابة الشعبية فضلاً عن الاهتمام بالتدريب المهني أي زيادة قدر وكفاءة العنصر البشري وتأهيله ونقطة البداية في ذلك هي تجهيز المدرسة الصناعية في إدكو، والتفاهم على توفير احتياجات مستشفى رشيد العام من المنشآت والأجهزة والتدريب ويعتبر ذلك بمثابة حقوق للأهالي وواجبات على الشركة.

ثالثاً: وجهة النظر المعارضة للمشروع والتي تستند إلى التخوف من تلوث البيئة والإضرار بها وينظر بعض المعارضين إلى المشروع باعتباره مشروع بتروكيماويات رغم ما أعلن من مسئولي الشركتين المنفذتين أن المشروع يتعلق بالغاز المسال ولا يعتبر من المشروعات البتروكيماوية، ووصل هذا الاتجاه المعارض إلى رفع دعوى قضائية لوقف المشروع.

ويمكن القول إن الأمر يتطلب حسم هذا الموضوع بطريقة موضوعية وعقلانية ومن خلال العمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن، ويتحقق ذلك من خلال دراسة يقوم بها جهاز شئون البيئة لتوضيح الأمر للمواطنين، وإيضاح مدى تأثير هذا المشروع على البيئة وبحيث يمكن الموازنة بين إيجابيات المشروع وسلبياته، فإذا كان المشروع لا يؤثر سلباً على البيئة المحيطة ولا يساعد على تلوثها فيتم طمأنة الأهالي وتوضيح الآثار الإيجابية، وإذا كان يؤدي إلى تلوث البيئة والإضرار بصحة المواطنين لا يتم تنفيذه، فالثروة البشرية هي أهم ثروات مصر، وتعرض نتائج الدراسة البيئية للمشروع في مؤتمر موسع يضم كافة الأجهزة المرتبطة بالمشروع وممثلين لأهالي رشيد وإدكو، وبحيث يتم التوصل إلى القرار المناسب والذي يحقق المصلحة العامة ومن خلال المكاشفة والمصارحة والشفافية وهو المطلوب تحقيقه ليس فقط بالنسبة لهذا المشروع بل أيضاً بالنسبة لكافة المشروعات.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة