رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

غدا يوم 23 يوليو.. ذكرى حركة الضباط الاحرار التى قادها الراحل جمال عبدالناصر عام 1952، فقد دار حديث مطول، عما إذا كان ما حدث فى 23 يوليو سنة 1952 انقلابا عسكريا، ام ثورة شعبية.

وللحق.. والتاريخ، فما حدث 23 يوليو عام 1952 كان انقلابًا عسكريًّا أيده الاخوان المسلمون وبعض افراد الشعب، فقد أطلق القادة العسكريون أنفسهم اسم الحركة المباركة فى إشارة إلى ان ما قاموا به انقلاب عسكري وليس ثورة شعبية فقد توجه عبدالناصر لقادة الاخوان المسلمين قبل تحركه، مطالبا تأييده عند الخروج للشارع، وبالفعل التفت الاخوان من حوله مؤيدين له ولتلك الحركة على امل أن يحصلوا على نصيب كاف من مقاعد الوزارة الجديدة.

من هنا.. فإننى أرى ومعى الكثير من الكتاب السياسيين ان ما قام به الضباط الاحرار عام 1952 كان انقلابًا عسكريًّ، باعتبار ان القوات العسكرية بقيادة عبدالناصر هى اول من نزل إلى الشوارع وسط القاهرة. صحيح ان اخوان الشياطين كانت فى تلك الاثناء على موعد مع عبدالناصر للالتفاف حوله وتأييده ومن معه من الضباط الاحرار، ولكن تلك تبقى الحركة المباركة كما أطلق عليها القادة العسكريون أنفسهم محسوبا للقوات المسلحة، وبالتالى فما حدث فى 23 يوليو 1952 وفقا للأعراف السياسية يعتبر انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية بالمعنى المتعارف عليه.

ومنذ بداية حركة الجيش عام 1952، ظلت حالة الود بين عبدالناصر والاخوان المسلمين إلى أن أتى موعد تشكيل الحكومة جديدة، والذى اعترضت عليه بشدة جماعة الاخوان المسلمين لعدم مشاركتهم فيها بالعدد الكافى من الوزارات، ونتيجة لرفض عبدالناصر زيادة هذا العدد فكرت جماعة الاخوان المسلمين فى اغتياله فدبروا له حادث المنشية بالإسكندرية، فقام أحد افراد الاخوان المسلمين بإطلاق عدة أعيرة نارية صوب عبدالناصر إلا أنه أخطأ الهدف فأصاب بعض المحيطين به دون أن يلحقه أذى.

وبعد حادث المنشية بالإسكندرية بدأ الصراع يشتعل بين عبدالناصر واخوان الشياطين، فقبض على المتورطين منهم فى ذلك الحادث وقدمهم للمحاكمة، وبالفعل صدر الحكم بإعدام ستة منهم. وللحق فإن عبدالناصر هو اول من واجهه أصحاب الفكر الظلامى من الاخوان المسلمين، فتم فى عهده محاكمة العديد منهم وصدر فى حق بعضهم الحكم بالإعدام، على رأس هؤلاء كان سيد قطب، كما صدر الحكم ضد اخرين بالسجن، وفرت القلة الباقية للدول العربية المجاورة، وبالفعل تمكن عبدالناصر من طرد اخوان الشياطين من مصر شر طردة.

وبعد استتباب الامر لعبدالناصر، تم إقحام الجيش فى حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فشارك فى حرب الجزائر، وحرب اليمن، وحروب اخرى فى افريقيا، وكان لهذه الحروب أثر كبير فى تفكيك الجيش، وبعد إعادة تنظيم الجيش قام منفردا بإغلاق خليج العقبة فى وجه اسرائيل، فما كان منها إلا مفاجأته عام 1967 بحرب مدمرة، راح فيها خيرة رجالنا وكل عتادنا العسكرى تقريبا، بل ضاعت سيناء التى احتلتها إسرائيل، فكانت قناة السويس الحد الفاصل بين الجيش المصرى وإسرائيل، ثم نفذت إرادة الله فتوفى عبدالناصر قبل ان يسترد كرامته وكرامة العرب والمصريين.

ثم جاء القائد البطل أنور السادات فأخذ على عاتقه استعادة الأرض المنهوبة، بمعاونة رجاله من القوات المسلحة ومن خلفهم شعب مصر العظيم، فقامت قواتنا المسلحة فى أكتوبر 1973 بعبور القناة متخطين خط بارليف الذى أقامه الجيش الاسرائيلى كالجبل على طول القناة، وبعد وصول الجيش المصرى إلى سيناء وتدمير العديد من النقاط الحصينة للعدو، توقفت الحرب بأمر من أمريكا وبدأت محادثات السلام التى تم على إثرها استرداد الأرض مقابل السلام. هكذا كانت حركة الضباط الاحرار فى 23 يوليو سنة 1952، وما تلاها من احداث عصيبة مرت على مصرنا الحبيبة فى عهد عبدالناصر، والتى صحح الجزء الأكبر منها القائد البطل أنور السادات.

ولا يفوتنى ونحن الان نحتفل بعيد الأضحى المبارك أن أزف إلى شعب مصر أطيب التهانى القلبية بهذا العيد المبارك أعاده الله علينا جميعا بالخير والهناء وكل عام وأنتم بخير.

وتحيا مصر.