رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

ما نلاحظه وما هو يلفنا من كل جانب وما نعانيه صباحاً ومساءً هو هذا الحديث من كل من هب ودب عن الدين، فكل من شاء له الحديث عن الدين وشرحه والزج بكل ما يشاء وكل من شاء يتخذ الحديث عن الدين وسيلته، وكل شخص لا يشعر بذاته ولا قيمته ويشعر بالدونية يهرع إلى الحديث فى الدين من أجل أن يوجد لنفسه مكانة يتحدث فيها للناس ويكتسب شخصية وهمية هلامية، الأمر الذى يدعو للدهشة بل يجعلك تصل لحد الجنون أنك تجد الخارجين على القانون بقدرة قادر يتركون لحيتهم ويلبسون الجلباب ويلف كل منهم شالاً أبيض وطاقية بيضاء وبذلك يصبحون شيوخاً، فنقول إنه فلان الذى كان كذا وكذا فيقولون لك ربنا فتح عليه وهداه وأصبح شيخاً الآن.

وتسأل هل درس أو أخذ شهادات إنه أصلاً لا يملك إلا الدبلوم فنجد الإجابة ربنا لما يفتح هدايته لا يحتاج لشهادات! ولذلك فإن الأمر الدينى فى مصر يحتاج لوقفة بل لوقفة حازمة وصارمة. إننا نفاجأ كل يوم بفتاوى غريبة وشاذة، وننظر من يقولها تجد أنها صادرة من شخصيات مجهولة. أو تحسب على تيارات ظلامية لديها كراهية للدولة وللشعب ولكل شىء.. ماذا يعنى ما نحن فيه؟

يعنى أن المؤسسة الموكول لها الحديث فى الدين غير فعالة ولا تقوم بواجبها أو يقصد عمداً ألا تقوم بدورها. ولكن تزداد المأساة بشكل أكبر عندما تشعر بأن البعض ممن ينتسبون إلى المؤسسة الدينية يخرجون لك بفتاوى غريبة وشاذة تثير الجماهير. عندما يخرج من يقول لك قتال الجيش محلل شرعاً! والذى يكفر كل من يعمل فى الجيش والشرطة، ما هذا يا سادة؟ وكيف يمكن أن نقول عنهم إنهم مواطنون مصريون؟ وكيف يمكن أن نأمن وهؤلاء وسط الجماهير.. فى الماضى كان العدو على الحدود ومن ثم فإننا نستعد لمواجهته ومحاربته ولكن الآن أصبح العدو داخلنا فى شوارعنا فى منازلنا يرفع الشعار الدينى ويبيح كل شىء. إننا فعلاً فى أزمة تحتاج للتكاتف والترابط والجدية فى المواجهة كل ذلك لأننا تركنا منذ نصف قرن المؤسسة الدينية الصحيحة بلا اهتمام لتعمل وتؤثر وتتحمل المسئولية، بل هناك من أنظمة الدولة من كان يهاجم الأزهر ومكانته ودوره.. والنتيجة ما نحن فيه الآن.

إن ترك كل شخص يقول ما يحلو له فى المكان الذى يحلو له وفى الوقت الذى يحبه كل ذلك يضع الدولة فى حالة من الاضطراب والتفكك وعدم الأمن والأمان.. فى الصعيد هناك جماعات تسيطر على مساجد ولا يمكن لأحد أن يقترب منها وفى تلك المساجد والجوامع والزوايا يقال ما لا يمكن أن يتخيله عقل ومن تلك الأماكن يتم التدبير والتخطيط آن الأوان لتجفيف تلك البؤر التى تدعى الدين. وليكن للأزهر السلطة الحاكمة لتلك الأماكن كفانا ما نعانى منه الآن. إننا نشعر بأن هناك درجة من المهادنة من الدولة تجاه فريق ما فى الاتجاهات المتأدينة، لماذا يحدث ذلك؟

لا أدرى إن تلك التوازنات هى التى توجد الأزمة.. يا سادة لا مهادنة مع اتجاهات لا تؤمن بالدولة ولا المدنية ولا الحداثة ولا العلم.. إنها اتجاهات لها أفكار خاصة فى عقلها، أفكار عقيمة تقترب من الخلل الذهنى فلتكن الوقفة حازمة أمام هؤلاء وكفانا ما نعانيه، وكله يرفع شعار الدين!

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال