عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِى

 

وأمرت بذبحك يا ولدى.. فانظر فى الأمر وعقباه ويُجيب الابن بلا فزع.. افعل ما تؤمر أبتاه. إنه ليوم عظيم ومشهد جلل فيه الكثير من العظات والعبر؛ منها الابتلاء العائلي: إنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ» فخليل الله إبراهيم عليه السلام لم يرزق بولد حتى بلغ عمره 86 سنة، ثم رُزق بإسماعيل الذى جاء بعد طول انتظار وهو ولده الوحيد، فبعد ان بلغ الحًلم وأصبح السند والونيس أمره الله بذبحه، والأصعب من هذا الأمر أن يكون الذبح بيد أبيه، فهذا بلاء أسرى عظيم، فلما نجح بالاختبار والابتلاء جازاه الله بمكافأة عظيمة فأنزل له كبشا عظيما، وصارت سنة للمسلمين إلى قيام الساعة حتى يتعلموا معانى الصبر على البلاء والسمع والطاعة لأوامر الله.

 

من الدروس المستفادة فى هذا المشهد العظيم هو عصيان أكبر عدو لبنى البشر وهو الشيطان الذى كان يحاول منع تنفيذ مشروع الذبح حتى يسقط إبراهيم عليه السلام بالاختبار، ولكنه رجمه وعصى أمره ففاز وصار خليل الرحمن.

السمع والطاعة درس عظيم من الدروس المستفادة من قصة خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل: فقد استسلم إسماعيل لطلب والده على الرغم من صعوبته {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}، يعنى استسلما لأمر الله عندما أخبره به، فألقاه إبراهيم على وجهه حتى لا يشاهده أثناه ذبحه فيتأثر ويتراجع أثناء تنفيذ أمر الله تعالى، فى مشهد عظيم للسمع والطاعة، فعندما يطيع الإنسان ربه أو يطيع الابن والديه فى أمر يكره فعله فإن الله يعوضهما خيرا {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ»

الأب يعرض على ابنه رؤيته وينتظر رده.. فيجيء الرد من الإبن الصالح يا ابتٍ افعل ما تؤمر. هكذا كان رد الإبن على ابيه حينما اخبره بان يذبحه..ففداه الله وأنجاه وجعله شعيرة من شعائر الله بالتقرب إليه بذبح القرابين احياءً لذكرى موقف عظيم ومشهد تحققت غاياته من صدق إيمان خليل الله إبراهيم وطاعة ابنه الوحيد إسماعيل.

دعونا ننظر إلى رد الابن إسماعيل على أبيه إبراهيم هذا الرد كشف أهمية التربية وأثرها على الأبناء.. فمن زرع حصد ومن جد وجد. فليعلم الأبناء أن رضا الوالدين هو الطريق إلى الجنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم.

فقوله رغم أنف هذا يشبه أن يكون دعاءً عليه بذلك، أي: بالذل والمهانة؛ فرغم أنفه أي: صار أنفه فى الرغام، والرغام: هو التراب،

وليدرك الابناء أن طاعة الوالدين من اوجب الواجبات التى أمر بها الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم وعلى لسان نبيه الكريم فقد جاء حقهم فى الترتيب بعد حق الله مباشرة « وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا»

فانتبهوا أيها الأبناء أن تنشغلوا بامور دنياكم أو آخراتكم عن رعاية والديكم فرعايتهما افضل عند الله من قيام الليل وصيام النهار. واعلموا أن ما تقدمونه اليوم ستجدونه غدا أو بعد غد. أيها الأبناء تحلوا بالصبر مع والديكم وتذكروا سنوات مرت وهما يعلمانكم ما لا يستطيعان فعله اليوم! لا تضحكوا إذا رأيتم جهل وعدم فهم ابائكم لأمور جيلكم هذا

ولكن كونوا عيناهما وعقلهما ليلحقا بما فاتهما، فهما من أدبكم ومن علموكم كيف تواجهون الحياة. عندما تتذكرون شيئا من أخطاء او قسوة والديكم فاعلموا أنه لم يكن الغرض منها سوى مصلحتكم. ايها الأبناء اغفروا زلات والديكم.. واستروا عوراتهما.. كونوا عونا لهم فهم من تحملوا المشقة وضحوا فى سبيلكم ومن أجلكم فلا تخذلوهم أو تكسروهم.. اجبروا خواطرهم كانوا معكم منذ والدتكم فكونوا معهم عند مماتهم. وعيد أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]