رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

حرب نفسية شرسة يخوضها شباب صغار فى مقتبل حياتهم فى مواجهة الثانوية العامة، ونقف نحن كأولياء أمورهم عاجزين عن مساندتهم أو فعل ما يهدئ من روعهم؛ لأننا بكل بساطة نواجه حرب أعصاب مثلهم تماماً وربما أشد وطأة.. إنهم طلاب الثانوية العامة فى زمن خطط التطوير، وإدخال التكنولوجيا فى نظام التقويم.

٦٥١ ألفاً و٢٨ طالباً وطالبة فى الصف الثالث الثانوى يواجهون امتحانات الثانوية العامة بنظامها الجديد المطبق عليهم هذا العام ٢٠٢٠-٢٠٢١ ليأخذون قلوب أهاليهم معهم رهائن يعذبونها بين قلق على مستقبل أبنائهم وخوف من الأسئلة التعجيزية وغضب من انتشار صور الغش ونشر الامتحانات على موقع التواصل الاجتماعى تليجرام بعد بدء اللجان بدقائق معدودة، وانكسار عندما يرون انهيار أبنائهم بعد الخروج من اللجان.

ما نرجوه من معالى الوزير الدكتور طارق شوقى، أن يبدأ تفعيل ما وعدنا به من قبل عندما قال إن نظام التقويم الجديد للثانوية العامة يقضى على بعبع الثانوية العامة، وينهى حالة القلق والخوف، ولكن فى الحقيقة تحول البعبع إلى وحش مدمر، وتحول القلق إلى انهيار نفسى وضغط عصبى محطم، للأسف ما حدث أوصلنا جميعاً طلاب الثانوية العامة الحاليين والقادمين وأولياء أمورهم إلى مرحلة الدمار النفسى.

كل يوم منذ بدء امتحانات الثانوية العامة، نسمع صرخات أبنائنا وبناتنا وهم خارجون من اللجان يستنجدون بعين الرأفة بعد أن رأوا أسئلة طويلة وبعضها تعجيزية، يلعنون تلك الأيام التى قضوها فى المذاكرة، ليأتى يوم الامتحان ليسد الأبواب فى وجوههم، ويزداد الطين بلة عندما يعلمون من زملائهم وجود غش فى بعض اللجان، وانتشار صور الامتحانات إلكترونياً قبل انتهاء الامتحان.

على مدار ثلاث سنوات طبق فيها نظام التقييم الجديد الذى يقيس مستوى الفهم– حسب ما أعلنه سيادة الوزير- واعتماده على الامتحانات الإلكترونية على التابلت كان يسقط «السيستم» فى بداية كل امتحان، وبدلاً من التركيز على طبيعة الأسئلة والتمرن عليها، أصبح تفكير الطالب منصباً على مدى إمكانية الوصول للامتحان وتسجيل الحضور، وأصبح هذا شغلهم الشاغل، حتى نفذت التجارب، واقتنع الوزير مؤخراً بحتمية عقد الامتحانات ورقياً.

لم تدم فرحة الطلاب بقرار إجراء الامتحانات ورقياً طويلاً فسرعان ما اصطدموا بالواقع، وتحطمت آمالهم أمام ورقة الامتحان، ليخرج إليهم الوزير ويخبرهم بأنه لا أحد سيستطيع الحصول على الدرجة النهائية، ما يشعل من توترهم، ويضاعف من آلامهم، وللأسف وسط حالات الغش التى نسمع عنها كل يوم، حتى إن ضبطت الوزارة بعضاً منها، ولكن لا ندرى ما لا تضبطه، وهل حقاً سينتصر العدل ويأخذ كل ذى حق حقه أم سنكتشف أن ما يقوله أبناؤنا حقيقى، وينتصر الغش الذى لم تطله يد الوزارة؟!