رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

قضية سد النهضة هى أكثر القضايا التى تثير اهتمام المصريين.. وبدا واضحًا هذا الاهتمام من خلال متابعة عامة المصريين لجلسة مجلس الأمن الدولى أثناء مناقشة هذه الأزمة الأسبوع الماضى، وثارت تعليقات وجدل كبير حول موقف كل دولة فى هذا الشأن، وذهب كثيرون إلى إعادة تقييم المؤسسات الدولية، ومدى قدرتها على اتخاذ القرارات التى تحفظ حقوق الدول التاريخية وتحفظ السلم والأمن الدوليين.. وإذا كانت كلمة مصر التى ألقاها سامح شكرى وزير الخارجية جاءت معبرة عن قلق المصريين فى قضية تشكل معركة وجودية تستدعى الدفاع عن حقوقهم المشروعة طبقًا للقانون والأعراف الدولية التى تنظم العلاقات للأنهار الدولية.

والحقيقة أن هذه الكلمة بكل ما تضمنته من رسائل شتى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولى كان لها الأثر الأكبر فى الداخل المصرى، وطمأنة الرأى العام المهموم بهذه القضية، بأن هناك دولة وقيادة سياسية ومؤسسات قادرة على حماية مقدرات هذا الوطن.. وفى اعتقادى أن كلمة وزير الخارجية والخطوات التى تتخذها مصر ترد على كثير من التساؤلات الموضوعية التى يطرحها البعض من منطلق الحرص والانتماء لهذا الوطن.. أما ما يثيره البعض على وسائل التواصل الاجتماعى وينصب نفسه خبيرًا سياسيًا أو عسكريًا أو استراتيجيًا ويوجه انتقادات للدولة المصرية أو مؤسساتها، فهو أمر ينم عن جهل أو سوء نية يهدف إلى ضرب الروح المعنوية للشعب المصرى وزعزعة ثقتهم فى قدرات دولتهم ومؤسساتها.

الحقيقة أن جلسة مجلس الأمن التى تابعناها جميعًا كانت لها جوانب إيجابية كثيرة على عكس ما يرى البعض، لأن انعقاد مثل هذه الجلسة فى حد ذاته هو نجاح للدبلوماسية المصرية وتأكيد لقدرة الدولة المصرية فى النفاذ إلى المؤسسات الدولية وطرح القضية للمناقشة أمام الرأى العام العالمى، وكشف الواقع الحقيقى فى هذه الأزمة، وفضح الموقف الإثيوبى برفض توقيع اتفاق قانونى وملزم طوال السنوات الماضية، وفرض سياسة الأمر الواقع على مصر والسودان.. على جانب آخر كان من الضرورى والهام أن تقوم مصر بوضع المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن أمام مسئولياتها، وتضع أيضاً الدول الأعضاء أمام هذه المسئولية. وتتبين مصر مواقف الدولة التى ترتبط بمصالح مشتركة معها من خلال هذه الجلسة ورؤية كل دولة تجاه هذه القضية التى تشكل مسألة وجودية للدولة المصرية، وبالتالى تستطيع مصر فى المقابل تحديد علاقاتها ومصالحها ومواقفها مع هذه الدول، خاصة أن الموقف الشعبى المصرى قد تأثر وبشدة من مواقف بعض الدول التى كان يعتقد أنها دول صديقة، وفوجئ بموقفها السلبى، أو عدم الاهتمام بخطورة القضية، وإذا أضفنا إلى كل هذه الجوانب، أن مصر كانت تعى وهى تنقل القضية إلى مجلس الأمن، أن المجلس لن يصدر قرارات حاسمة فى هذا الشأن، نظرًا لتعارض مثل هذه القرارات مع مصالح بعض الدول الكبرى مثل روسيا وغيرها، فهذا يعنى أننا حققنا ما نريد.. وإذا كانت إثيوبيا قد كشفت عن نواياها الخبيثة والاستمرار فى التعنت والتصعيد كما جاء فى كلمتها التى ألقاها وزير الرى الإثيوبى أمام مجلس الأمن والمجتمع الدولى، وكشف فيها عن الاستمرار فى فرض سياسة الأمر الواقع. فإن مصر تستطيع فرض الواقع على إثيوبيا باستمرار سريان النهر الخالد بعد أن أثبتت حسن نواياها واستنفدت كل الوسائل السلمية.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد