رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء خارج النفق

 

 

ــ المشهد الذى شاهدته وأنا قرب المشهد الحسينى زلزلنى. هز كيانى. عندما رأيت ثلاثتهم للوهلة الأولى هناك..فى تلك الرحاب..اقشعر بدنى.. واهتز فؤادى. طفلتان.. بل زهرتان..ترفلان فى إسدالات الصلاة البيضاء..باذخة الذوق والبساطة. ومن كل ناحية تحيط بهما سيدة أربعينية، ارتدت نفس الثياب. تبدت لى كإحدى ربات الآلهة.. لولا هذا التُقى الذى يتجلى عليها ويشرق فيها. ليس من عاداتى الذهاب إلى منطقة الحسين قبل أن يتجلى الليل..لذلك لم يكن فى تقديرى أننى عندما أغير عادتى وأذهب لشراء «شيشة» هدية لصديقتى الممتعضة من قرار منع تدخين الشيشة بالمقاهى بسبب عاصفة الكورونا، أننى سأرى هذا المشهد، وأكتشف أنها هى..تلك الشاعرة من العراق، وهى فى ملابس تكاد تشبه ملابس الإحرام.

ــ للحسين فى قلوب الملايين محبة تغمر القلوب، لمستها عند هذه الشاعرة العراقية..«نداء»..وعند شقيقتى «مها»، وغيرهما بالملايين. ما الذى يملأ قلوب الناس بالحب لمولانا؟ كثيرٌ من كتب صديق عمرى محمد جاد هزاع تتحدث عن سيدنا الحسين وتستلهم من رحابه، ومن أناس تحلقت وتعلقت قلوبهم به. ومن شخصيات مريديه وأتباعه والهائمين به من الدراويش. بدايةُ إطلالته على عالم التصوف كانت عند أعتاب ضريحه، حيث ألهم كثيرا مما أورده فى كتبه (أولها العشق على طريقتى وأحدثها سر مصر)، وكأنها ثمار زياراته الممتدة لهذه البقعة المقدسة فى مصر. «مها» تعشق مولانا الإمام الحسين.. كما تعشقه هذه الشاعرة العراقية «نداء عادل»، والتى أنبأتنى أنها إحدى حفيدات سيدنا الحسين. هى امرأة تجمع بين الحسنيين أو أكثر، فهى الطبيبة التى درست الطب، وهى الأستاذة المتخصصة فى القانون الدولى، وهى المبدعة.. الشاعرة التى صدر لها عدة دواوين منها «تراتيل أندلسية» و«طفل القمر الزجاجي» و«حكايات لجبين كاترين»، يضاف إلى ذلك أنها مترجمة قديرة، وصدر لها ترجمات لبعض أهم روايات لديستوفيسكى، ولكتب أجنبية متخصصة فى العلوم الاجتماعية.

لمست إيمانى وهى تأخذ أولادها للصلاة فى مسجد الحسين، وكأنها تأخذهم إلى الحج. كان مشهدًا ملائكيًّا ضمها وابنها الوحيد (عادل) وزهرتيها الملائكيتين «مريم» و«رُقَيَّة». هناك تذكرتها على الفور.. فقد أنصت لها فى أمسية شعرية فى بيت الشعر حضرها الشاعر الكبير حسن طلب وأدارتها الشاعرة أمينة عبد الله. لم أقاطعهم يقينا وما كنت لأفعل..لكنى شعرت أن وراءها قصة! ثم اكتشفت أنه ليس مأذونًا لى بكشف القصة، والمتاح منها دراستها للقانون الدولى، وأنها ولدت فى العراق، وتربت فى سوريا ودرست فى هولندا، وتقيم فى مصر، وأنها شهدت اغتيال والدها المناضل التقدمى عادل الربيعى المعارض لصدام حسين، لدى إقامته فى سوريا، حيث تفانى هناك فى دعم الثورة الفلسطينية. رغم الآلام والمعاناة تماسكت بعناد وإصرار، وانتقلت للدراسة والإقامة فى هولندا، وفيها أطلقت ما فى روحها من توثب.. ثم قادتها الأقدار للمشاركة فى ثورة يناير (٢٥ يناير-٢٠١١)، وأقامت أيامًا فى ميدان التحرير. كانت شاهد عيان على جرائم الإخوان وكيف تآمروا على الثورة ليركبوها.

.. وللحديث بقية