عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لقد رحلت عن عالمنا السيدة الفاضلة جيهان السادات، حرم الرئيس السابق أنور السادات، ولو صدقت المقولة السائدة وراء كل عظيم امرأة لكانت السيدة جيهان السادات واحدة ممن ينطبق عليهن هذا القول المأثور، فقد عاصرت هذه السيدة الفاضلة حقبة مهمة فى تاريخ مصر الحديث، كانت فيها نعم السند والمعين لرفيق دربها الرئيس الراحل أنور السادات، فكانت بمثابة القوة الدافعة له فى وقت الحرب وكذا فى وقت السلام.

فلا يخفى على أحد أن الرئيس السابق أنور السادات كان وبحق بطلا للحرب وبطلا للسلام، فقد استطاع العبور بجيش مصر خط بارليف الذى أقامته إسرائيل على طول قناة السويس، على أمل أن يكون لها بمثابة الدرع المانع من وصول الجيش المصرى إلى الضفة الشرقية للقناة، إلا أن هذا القائد العظيم استطاع أن يرد أعداء الوطن على أعقابهم، وأن يعبر بالجيش المصرى هذا المانع الصعب، فاستعاد سيناء الحبيبة التى احتلتها إسرائيل فى أعقاب مذبحة 1967، كما استرد معها كرامة العرب عامة والمصريين بصفة خاصة.

وفضلا عن أن الرئيس السادات كان بطلا للحرب، فقد استطاع بذكائه ودهائه وبمساندة زوجته استرداد باقى أرض سيناء، عن طريق مشاورات السلام، فاسترد عن طريق المفاوضات كافة الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى مقابل إحلال السلام بين مصر وإسرائيل. فقد استطاع هذا الرجل العظيم بعزيمة رجاله عبور خط بارليف، وأن يرد إسرائيل على أعقابها، كما استطاع بذكائه وفطنته ومساندة زوجته الفاضلة أن يقنع الجانب الإسرائيلى بالانسحاب من الأراضى التى احتلتها فى أعقاب مذبحة 1967 وأعادتها إلى مصر.

أما عن الراحلة جيهان السادات، فقد شاركت زوجها كل الأحداث الهامة التى شهدتها مصر بداية من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981، فهى أول سيدة أولى فى تاريخ مصر تخرج إلى دائرة العمل العام بنفسها، فكان لها أدوار هامة فى العديد من المشروعات التى قامت على يدها على رأس تلك المشروعات مشروع تنظيم الأسرة، ودعم الدور السياسى للمرأة، وتعديل بعض القوانين، على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذى لا يزال يعرف حتى الآن بقانون جيهان، كما كانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع.

أما على الجانب الشخصى، فلم تكتف السيدة جيهان السادات بكونها حرمًا لرئيس مصر، فقد استطاعت إكمال دراستها الجامعية فى كلية الآداب جامعة القاهرة حتى حصلت على درجة الدكتوراه، وبعد استشهاد زوجها انتقلت السيدة للإقامة بأمريكا، وهناك التحقت بإحدى الجامعات حتى حصلت على درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات الامريكية، وقامت بالتدريس بالجامعات الامريكية وكانت فى محاضراتها تحكى للطلبة السيرة الذاتية لزوجها البطل أنور السادات لبيان مدى عظمته سواء وقت الحرب أم وقت السلام.

وبعد قيام ثورة 30 يونية عام 2013 عادت السيدة جيهان السادات لمصر مرة أخرى إلى أرض الوطن، فقد كانت محبة لبلدها ولزوجها، ودائما ما تحدثت عن بطولاته وأفكاره التى استطاع من خلالها أن يكون بطلا للحرب والسلام، فكانت هذه السيدة العظيمة مساندة لزوجها فى أحلك ظروف الحرب سواء فى حرب 67 أم حرب 73، كما كانت مساندة له ايضا فى مباحثاته للسلام، فكانت وبحق نعم العون والسند للرئيس الراحل أنور السادات.

وأخيرا.. أستطيع القول إن السيدة جيهان السادات كانت بمثابة المرأة الحديدية فى حقبة مهمة من تاريخ مصر، كانت فيها عونًا وسندًا للرئيس الراحل أنور السادات، فرغم آلامها بسبب الواقعة المؤسفة التى راح ضحيتها الرئيس السادات، إلا أنها تحاملت على نفسها وذهبت للمستشفى العسكرى راجية من الله سبحانه أن تسمع خبرا يثلج صدرها بنجاة زوجها، ولكن مشيئة الله نفذت وراح الرئيس السادات غدرًا وغيلة ووسط أبنائه من رجال القوات المسلحة. رحم الله تلك السيدة الفاضلة وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها، وأصدقاءها، وأحباءها الصبر، والسلوان.

ولا يفوتنى، بعد أيام قليلة ستحتفل مصر والعالم الإسلامى بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا جميعا بالخير والهناء.

وتحيا مصر.