عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

عندما تزول المناصب يضعف عدد كبير ممن تولوها.. وبعد ذهاب الجاه والأضواء تنطفىء العديد من الشخصيات.. وهنا يتضح جوهر الإنسان وقوته وما حباه الله عز وجل من ثبات وصفات تبقى مع ما بقى من عمره.. وتكون قيمة الإنسان فيما تعلمه وما احتفظ به ونقش بداخله من تربية أخلاق وقدوة عاشها على مر حياته.. تزول المناصب ويظهر معدن البشر على حقيقتهم وربما تزداد قيمة وتجلى شخصيات ذهب عنها الضوء، وعلى رأس هؤلاء كانت الراحلة جيهان السادات عليها رحمة الله.. ومن يقترب منها يدرك تمامًا أن وجودها بجوار الرئيس السادات كان حجر الزاوية فى نجاحه.. وكم تحملت منذ توليه رئاسة الجمهورية وحتى وفاته، لم تفارقها الابتسامة حتى فى أصعب الظروف التى مرت بها.. ذاكرة قوية، تواضع فى كبرياء وقدرة على التعامل مع كل أنواع البشر ولديها قدرة عندما تتحدث تجعل من أمامها يفعل ما تريد دون أن تطلب هى.. من سردها لأى موضوع علم محدثها رأيها بطريق غير مباشر وأيضًا رأيها فيما يثار دون إفصاح..

وبدأ الاعلام فى سرد جهودها بالمستشفيات عقب حرب اكتوبر.. ولكنى رأيتها تتابع مصابى نكسة 1967 وكانت تبكى مع د. زينب السبكى رئيسة الهلال الأحمر ونحن تلاميذ فى الاعدادى والثانوى وكنا عضوات بجمعية الهلال الأحمر والتى شكلت لها مجموعات بكل مدرسة فى ذلك الوقت.

ودعتني د. سهير القلماوى عليها رحمة الله لعضوية جمعية خريجات الجامعة وكانت ترأسها عقب تخرجى من كلية الاعلام وكنت قريبة منها جدًا وبعد أسبوع قالت لى سوف نحتفل بالسيدة جيهان السادات لحصولها على شهادة الماجستير وأدعوكِ للحضور وحضرت وأقامت الجمعية احتفالاً وألقت د. سهير القلماوى كلمة وردت سيدة شهيرة عليها رحمة الله وقالت: «يا هانم حضرتك عروسة اليوم» وبذكاء سريع ردت السيدة جيهان قائلة: «وأين العريس؟» وضحك الجميع ونظرت إلىّ وكنت أصغر الحاضرات وقالت «إيه رأيك طالما أنت أصغرنا سنًا وضحكت وبسرعة ردت : رأيك أستمع إليه غدًا فى أسوان وتفضلى عضوًا بالمجموعة لدينا عمل كبير للمرأة الأسوانية. وبدأ الحاضرون يتناولون التورتة وأنا أفكر فى السفر واعتذرت بطريقة جعلتها تردد برافو هذا أهم ولنا لقاء آخر..

ومر أسبوع واحد وإذا بأحمد فوزى مدير مكتب السيدة جيهان فى ذلك الوقت يتصل بى ليبلغنى أن السيدة جيهان تنتظرنى يوم الثلاثاء الساعة العاشرة صباحًا بمنزلها بالجيزة.. وكان لقاء تعلمت منه الكثير.. وذهب معى «عبدالمنعم» السائق الذكى بأخبار اليوم وطلب أن يذهب إلى الجريدة بالسيارة فقيل له «اركن هنا» لأن اللقاء سوف يطول.

واستقبلتني السيدة جيهان بكرم وترحيب مصرية أصيلة وابتسامة كبيرة وطلبت أن أصعد معها لغرفة الرئيس السادات.. وكانت المفاجأة.