عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

من المعروف أن الدولة إذا أرادت شيئاً فعلته.. فماذا تقول فى تلك الحالة؟ ماذا تقول فى ظاهرة احتلال الشوارع؟ إن اللانظام واللاآدمية وكل صور التسيب والبلطجة والهرجلة كل ذلك تجده فى الشوارع.. إن العذاب الآن هو الشوارع فى كل المناطق وكل المستويات.. أعيدوا يا سادة النظام إلى الشوارع وعندها يعود النظام والنظافة إلى الشارع. إن بداية أى شىء جيد لن يكون إلا بالنظام.

احتلال الشوارع ظاهرة لا أحد يمكن أن ينكرها.. فأنت تجد المقاهى تحتل نصف الشارع والرصيف منظر لا يمكن احتماله، بل نحن أمام بلطجة جديدة تسمى «بلطجة المقاهى».

أيضاً كل الدكاكين وكل من يفتح كشكاً صغيراً نجده يحتل نصف الشارع لعرض منتجاته، الغريب إن الجزارين أيضاً نجدهم احتلوا نصف الشارع لماذا لا أدرى؟ فالجزار يحتل الرصيف ومسافة أمام المحل.. السؤال أين نجد المكان الذى نسير عليه؟ تم احتلال الشوارع بشكل لا يحتمل ويحتاج لموقف حاسم لمواجهة ذلك الأمر.. الشوارع من حق المواطن من أجل أن يجد مكاناً يسير فيه حتى لا يتعرض لحوادث السيارات، لكن أن تتحول الشوارع إلى هذا الأمر غير المحتمل فذلك استفزاز لكل فرد داخل البلد.. الغريب أن بائعى الفجل والجرجير كذلك يفعلون الأمر نفسه.. بائع الفاكهة.. أفران العيش الفينو فما هذا يا سادة.. ولماذا لا نستخدم القانون؟ ولماذا نترك كل تلك التجاوزات.. وكيف يمكن أن ندعى أننا فى مرحلة جديدة وكل هذا الاحتلال الغريب للشوارع موجود.. إننا نقول إنه آن الأوان لكى نواجه كل ذلك العبث، تنظيم الشوارع وجعلها نظيفة ومنسابة جزء من النظام وجزء من مرحلة التغيير الذى ننشده ونرغب فيه.

الصمت تجاه هذا الأمر يعطى انطباعاً لدى الجميع بأن الدولة غير راغبة فى المواجهة أو أن الدولة تخشى المواجهة أو أن الدولة غير جاهزة لمواجهة تلك الظاهرة، وهذا شىء يزيد من الأمر سوءًا بتلك العشوائية وهذا الوضع السيئ الموجود فى شوارعنا يمكن أن ندخله إلى الإرهاب، إنه الإرهاب النفسى وليس الدموى.. فهل نستطيع أن نواجه أحداً من هؤلاء المحتلين؟ الإجابة لا، لأنك ستواجه بما لا تحمد عقباه، إنه الإرهاب النفسى الممارس على الجميع، والجميع لا يملك إلا الصمت ولكن لديه كماً هائلاً من الضيق والنفور والاستهجان لكن لا يملك الوسيلة، والدولة نفسها تترك كل شىء والسبب ببساطة فساد الجهاز الإدارى فى الدولة.. إن ذلك الإرهاب النفسى الذى نواجهه فى الشوارع هو مقدمة وهو سبب للإرهاب الدموى فى ظنى على الأقل.

الوقت قد حان لكى نواجه ذلك الفساد المستشرى فى شوارعنا، إعادة الشوارع للنظام هى جزء من إعادة التنظيم للدولة بأكملها تلك العشوائية وتلك الهرجلة فى الشارع كلها دليل على وجود خلل ملموس فى نظام الدولة.. بداية البناء الجديد والحقيقى للفترة المقبلة تكون من الشارع العام.. ثم المؤسسات.. يا سادة تطبيق القانون على الجميع.. متى نطبق القانون؟ احتلال الشوارع بتلك الصورة التى نراها هو دليل دامغ على انهيار منظومة القيم فى المجتمع ومنها قيمة احترام الآخر فهناك درجة ما من الاستهانة بكل شىء ولا أحد يعتبر أن للناس الحق فى الشارع، لقد تضخمت ذات كل فرد، وأصبح كل فرد لا ينظر إلا لنفسه ولمصلحته فقط، ولذلك يحدث كل ما تجده من مظاهر سيئة ورديئة فى الشوارع.. والحقيقة النهائية التى أقولها يوم ينتظم الشارع تنتظم الدولة.

---

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون