رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

«أنا وعلى زى مصر الأحزان كثيرة والأفراح مؤجلة» عبارة جاءت على لسان «زهرة سليمان غانم» وهى تتحدث إلى «سليم البدرى» والد «على البدرى» «حبيبها ورفيق دربها» – «ليالى الحلمية» لأسامة أنور عكاشة عمل درامى يسجل تاريخ مصر المحروسة على مدار أكثر من نصف قرن بداية من الحرب العالمية الثانية إلى عصر «ناصر» و«السادات» و«مبارك وأبنائه».. ملحمة تاريخ مصر المعاصر من جوانب متعددة وشخصيات مختلفة وطبقات وأزمنة وأماكن وحيوات مترابطة فى ضفيرة بشرية إنسانية تلقى بظلالها على الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر والتحول الطبقى والاجتماعى وصعود طبقات وفئات وهبوط أخرى ما بين قهوة «السماحى» و«زينهم» و«الشهيد طه السماحى» إلى نجاة بنت «عبدالفتاح باشا» رجل الأمن الذى يطارد المقاومة فيجد ابنته تزوجت من «طه شفيق زينهم» صاحب القهوة الذى تزوج من الراقصة «سماسم العالمة» وبنت أخيها «حمدية» التى تزوجت العامل «زكريا» فى مصنع ابن الباشا «سليم البدرى» الذى تزوج من التركية «نازك السلحدار» وأنجبت «عادل» ثم من علية ابنة التاجر البسيط عم «بدوى» وأنجب «على» الذى تربيه «أنيسة» التى تزوجت «توفيق البدرى» ابن عم «سليم» وهو من يرعى «رقية» الأخت غير الشقيقة لـ«سليم» التى تعانى مرضاً نفسياً بعد موت حبيبها فى المظاهرات ضد الإنجليز ونجد «نازك» تتزوج من العمدة «سليمان غانم» الذى ترك أرضه وزراعته ليدخل الانتخابات وينتقم من «سليم البدرى» الذى اشترى أرض والده غصب عنه فإذا هذا الزواج ينتج «زهرة» الفتاة التى تمثل معاناة البنت المصرية بين أم لا تبحث إلا عن الزواج والمال وأب نسى جذوره وارتدى عباءة المدينة فى صراع أبدى بين الصناعة والزراعة وفى الوسط نجد «بِسة» النصاب الحرامى الذى عمل مع الإنجليز ثم مع الراقصة «حمدية» ثم مع العمدة و«نازك» فى شركة المقاولات وفى النهاية فى المخدرات والعملة مع شركات توظيف الأموال ورجال السياسة والمال– ضفيرة اجتماعية وخريطة متشابكة ترحل بنا إلى فرنسا حيث المصريون الهاربون من الثورة أو التأميم أو نكسة 67، صحفيون وضباط متقاعدون وباشوات وراقصات وباحثات عن شهرة أو مال وأميرات وأتراك ويهود من مصر هربوا إلى فرنسا قبل الاستقرار فى إسرائيل... هذه هى الدراما وهذا هو الفن والكتابة والإبداع الذى نفتقده اليوم فى كل ما يقدم، لذا فإن جميع القنوات تعيد عرض المسلسلات القديمة لـ«أسامة أنور عكاشة» و«صفاء عامر» و«مجدى صابر» و«محمد جلال عبدالقوى» و«محفوظ عبدالرحمن» و«وحيد حامد» وهناك أعمال عبقرية لـ«يسرى الجندى» وغيرهم مثل الكتاب الكبار من «نور الدين» و«فتحية العسال» و«كوثر هيكل» و«أميرة أبوالفتوح» وغيرهم...

حالنا أنا وعلى مثل حال مصر وحال بلدى ما زال ملىء بالأحزان والأفراح المؤجلة على المستوى الاجتماعى نحن بحاجة إلى ثورة أخلاقية وإنسانية تعيد الوضع إلى المستوى الحضارى الذى يليق بهذا الوطن وهو ما لن يحدث إلا من خلال الثقافة والإعلام والتعليم بوجود خطة استراتيجية جادة وطموحة تأخذ بيد المواطن والمجتمع إلى عودة الفكر والاستنارة وتأصيل التراث والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد والعيب والغلط وما يصح ولا يصح شكلاً وموضوعاً، وأن يكون التعليم تربية وقدوة ومعنى يحبب الصغار قبل الكبار فى العلم والتعلم ويمحو الجهل الفكرى وأن تعود الدولة لدورها فى دعم الفن الراقى والفنون بكل صورها فى جميع قرى ومحافظات مصر المحروسة، وأن تكون مساحة حرية الإبداع تسمح بالتعبير عن آلام وأحلام المواطن من أجل بناء واقع جديد أكثر تحضراً وتقدماً واستنارة، أحزانه مؤجلة وأفراحه كثيرة، فيكون حال «زُهرة وعلى» هو حال مصر فى الجمهورية الجديدة التى ننتظرها جميعاً.