رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ما أن شرعت إيران فى عملية إنتاج يورانيوم بنسبة تخصيب 20% حتى تملك الرعب إسرائيل وأمريكا وكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا من منطلق أن هذا قد يساعد إيران فى إنتاج سلاح نووى. وجرى هذا رغم أن إيران استبقت الأمور بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن العملية التى قامت بها تهدف فقط إلى إنتاج وقود نووى لمفاعل محلى بحثى، ولا علاقة له بالسلاح النووى.

الانزعاج الذى حل بالغرب ارتكز على أن الخطوة من شأنها أن تهدد المحادثات الجارية فى فينا والرامية إلى إعادة احياء الاتفاقية النووية التى تم توقيعها فى مارس 2015 بين إيران ومجموعة الدول 5 + 1، التى لم يلبث ترامب وبادر بالانسحاب منها فى مايو 2018، وأعقب الانسحاب بإعادة فرض عقوبات ضد إيران مما دفعها إلى الخروج عن بعض بنود الاتفاقية المذكورة. ولقد أبقت إدارة بايدن على العقوبات وبدأ مفاوضون من أمريكا ودول أوروبية اجراء مباحثات فى فينا فى محاولة للعودة إلى اتفاقية 2015، وهى الحادثات التى بدأت فى ابريل الماضى ثم توقفت فى 20 من يونيو الماضى، ولم يحدد تاريخ جديد لاستئنافها.

بادرت إدارة بايدن فوصفت تخصيب إيران للنووى بأنه تراجع مؤسف عن الاتفاقية التى وقعت فى 2015، التى فرضت قيودًا على برنامج إيران النووى حتى يصبح من الصعب عليها إنتاج سلاح نووى. والحقيقة تقول إن الانزعاج الأمريكى من تخصيب إيران للنووى لا محل له على الإطلاق ولا مبرر، بل إنها إذا أرادت الانصاف فعليها أن تبادر برفع العقوبات المفروضة على إيران كى تعود طهران لتطبيق بنود اتفاقية 2015. وفى الوقت الذى تنفست فيه إيران الصعداء بعد نهاية عهد ترامب إلا أن ارتياحها هذا ظل مشوبًا بالحذر لا سيما وقد أثيرت مخاوف من أن تعمد أمريكا إلى تصعيد المواقف إلى حد قد يصل إلى شن ضربة عسكرية ضد محطات إيران النووية المدنية وأهداف أخرى. يدعم هذا التقارير الواردة من واشنطن فى نوفمبر الماضى التى أشارت إلى أن هذا كان أحد الخيارات التى بحثها ترامب قبل أن يتحدث عنها مستشاروه فيما بعد، التى قد يأخذ بها بايدن تناغمًا مع إسرائيل ودعمًا لها.

والآن نتساءل: هل باتت إيران بمأمن اليوم من أى هجوم يستهدفها؟ بالطبع لا، لا سيما مع القلق العارم الذى أعربت عنه إسرائيل حيال أنشطة إيران النووية المدنية، وبرنامجها المكثف لتطوير ترسانتها من الصواريخ الباليستية. وهو القلق الذى أعرب عنه «جانتس» وزير الدفاع الإسرائيلى مؤخرًا فى معرض الإشارة إلى برنامج التطوير النووى الإيرانى قائلًا: (من الواضح أن إسرائيل بحاجة إلى أن تضع خيارًا عسكريًا على الطاولة). ولا غرابة فإسرائيل بصفتها العدو المعلن للجمهورية الإيرانية الإسلامية ترى أن امتلاك طهران للقنبلة النووية يمثل تهديدًا لوجودها، ومن ثم مضت تحث العالم على إيقاف أى نشاط إيرانى فى هذا المجال قبل فوات الأوان. ويجرى هذا رغم أن إيران عمدت إلى طمأنة العالم بأن برنامجها النووى سلمى بحت، وأن تحركها الأخير لزيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تبلغ 20% لا يعنى التوجه نحو السلاح النووى. ومن ثم رأيناها تعيد الكرة وتردد ما سبق وأكدته مرارًا من أن ما تقوم به من أبحاث فى هذا المجال هو لأغراض سلمية بحتة، وأنه من أجل الاستخدام فى مفاعل طهران البحثى، وأنها لا ولن تسعى لامتلاك أسلحة نووية وللحديث بقية.