رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

منذ عدة أيام طل هذا المصطلح المسمى بالاغتصاب الزوجى علينا وهو المكون من كلمتين شكلتا جملة أفزعت المجتمع بأثره بما له من دلالة غريبة ودخيلة على مجتمعنا الشرقى كله. وما إن وردت وترددت بين الأوساط وشاعت تلك العبارة حتى تخاطفتها برامج التوك شو، وجميع وسائل الإعلام، وأحدثت تبايناً فى آراء الأشخاص الذين تمت استضافتهم ليدلى كل منهم بدلوه، كل حسب منطقه وأهوائه وفكره.

وتطاير شرر هذه العبارة فى كل ناحية وكادت تشعل الفرقة وتسبب الفتن بين البعض، تلك الجملة التى أطلقتها زوجة رجل نصف معروف فى مجاله بعد أن انفصلت عنه، وبعد أن أذاعت بعض أسرار مخدعها، وتناولت سيرة زوجها، وكأن الزوج تحول فجأة فى تلك المسألة إلى وحش كاسر بقدرة قادر كما لو كانت لا تعرفه من قبل ذلك. 

واشتكت الست بدموع مصحوبة بضحكات بين جملة وأخرى كأنها رأت عفريتاً من الجن هبط عليها من الفضاء ليجثم عليها حتى بدأت تتداول الحكاية فى بعض وسائل الإعلام، وتناولتها سواء بالنشر أو بالتعليقات على كل منصات التواصل الاجتماعى. وطالبت صاحبة القصة بقانون يحمى الزوجة من زوجها، يا إلهى ماذا حدث، فالقرآن وجميع الأديان السماوية نظمت خيوط وطرق ودروب تلك العلاقة الشرعية التى وصفها رب العزة بالميثاق الغليظ. وإذا ضل الطرفان الطريق بعد الاحتكام لحكم من أهلها وحكم من أهله، فهناك الطلاق الذى شرعه الدين. 

إن البيوت لها حرمتها وليس من الصح كشف هذه الحرمة والمتاجرة بعورات الإنسان، وفى ذلك جرى نشر رأى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، فنقلته لكم، وفيه قال إن مصطلح الاغتصاب الزوجى وافد مع مصطلحات كثيرة تسللت إلى ثقافتنا وقيمنا، وحلت بأحكامها محل ما جاءت به الشرائع السماوية ومنها شريعتنا الغراء. فإن من التجنى على شريعتنا وثقافتنا التسوية بين المعاشرة تحت مظلة عقد مدنى لا تعرفه شريعتنا ولا تعترف به، والمعاشرة التى يضمنها عقد الزواج فى شريعتنا، وأشار إلى أن عقد الزواج فى شريعتنا الذى بنى على المودة والرحمة، ويختلف عقده عن عقود المعاملات المادية الأخرى، ولذا ذكرنا الخالق عند الإقدام عليه بهذه المعانى الراقية، وقال إن المودة والرحمة لا يناسبهما اعتبار فعل من أثر عقدهما جريمة من الجرائم، وكيف يوصف الفعل المباح بالعقد والذى هو أحد مقاصده بوصف مجرم فى شريعتنا قبل القانون؟ ألم يقل ربنا فى كتابه {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم..}؟.. إلى آخر الآية.. فهل ورد فى الآية اشتراط الرضا حتى يكون ما دونه اغتصاباً؟ ألم يقل فى آية أخرى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}؟ فهل يرى هؤلاء محذوفاً فى الآية تقديره متى رضيت الزوجة؟!، ولست أدرى- والكلام ما زال للشيخ عباس منشوراً- أين موقف هؤلاء من قوله تعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعضٍ وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً}؟ وهل علموا أن النشوز منه إعراض الزوجة عن زوجها أم لا؟ وهل علم هؤلاء بقول رسولنا الأكرم فى الحديث المتفق عليه: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح»؟

ونصح وكيل الأزهر السابق، أصحاب هذه الدعوات بأنه كان الأولى بهم بدلاً من تحريض المرأة وإيهامها بأن استجابتها لرغبة الزوج فى معاشرتها محض فضل وتكرم منها، لا تلام إذا ما ضنت به ليرفعوا من درجات تمرد المتمردات منهن، كان الأولى بهم توجيه المرأة إلى الاجتهاد فى تحقيق حاجة الزوج الذى تزوج ليحصن نفسه ويشبع حاجته فى إطار مشروع ويحصنها.

وانتهى رأى الدين وكلام الشيخ، وبقى مطلب، حافظوا على كيان الأسرة المصرية ومجتمعنا الشرقى القويم ولا داعى لاستقدام عادات ليست من ديننا، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.