عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بالرغم من الكثير من الآثار الإيجابية لمنصات التواصل الاجتماعي، وبطولاتها فى كشف و فضح العديد من الظواهر و الوقائع المنافية لعادات وتقاليد المجتمع المصري، إلا أنها تمكنت فى طريق آخر من خلق العديد من الظواهر السلبية التى أثرت بشكل كبير على المجتمع من بينها ظاهرة التنمر التى باتت تنتشر عبرها  بشكل لافت، وتفرض نفسها وبقوة على الكثير من القضايا التى تشغل الرأى العام مؤخرًا؛ أصبحا فى زمن بدا فيه التنمر وإيذاء الغير حالة نعيشها بشكل يومي. لا يمر علينا يوم إلا ونرى أو نسمع عن حالة تنمر جديدة، وتظل منصات التواصل الإجتماعى  السبب الأكثر إسهاما فى تفاقم تلك الظاهرة السلبية.

أسئلة مطروحة دون إجابة واضحة، ما بال هؤلاء المتنمرين؟ وما وجه الاستفادة من سخرياتهم وإيذاء الغير؟؛ علينا النظر بتمعن فى تلك الأسئلة قبل الإجابة عنها. هل تندرج شخصياتهم المتنمرة ضمن قائمة «العقول المريضة؟ «، وهل ساهمت منصات التواصل الاجتماعى فى تفشى الظاهرة ؟ أم أنها أبرزتها فقط؟، ومما لاشك فيها فقد ساعدت وسائل التواصل الإجتماعى على تفشى الظاهرة، وأصبحت منصة للتشهير والمضايقة وإساءة معاملة كل من يختلف مع المتنمرين.

نصبح على تريند ونمسى على تريند وبينهما  نرى ونشاهد الكثير من حالات التنمر التى يتسابق رواد التواصل الاجتماعى على عرضها وبثها عبر تلك المنصات، وربما يكون لذلك أثر إيجابى فى ردع المتنمرين وتخوفهم من انتشار سلوكهم، ولكن الجديد فى الأمر! ما نراه من حالات تنمر عبر منصات التواصل الإجتماعى ويجعلها تتحول لمنصات للتنمر والتباعد الاجتماعى وصراع التريند الذى أصبح يتحكم فى سلوكيات الكثير دون انتباههم لتداعيات أو آثار ما بعد التريند على المجتمع.

ومن تريند إلى تريند، ومن حكاية لأخرى تتزايد تلك الظاهرة الجديدة التى تفشت عبر مختلف المنصات الاجتماعية وباختلاف مستوى روادها الثقافى والاجتماعي، وتتعدد وقائعها وقضاياها وضحاياها

ويستمر الحديث عن ظاهرة التنمر التى تزداد بصورة تشكل خطراً على المجتمع، تؤثر بطرق مختلفة على الكبار والصغار داخل المجتمع، ولكن الأخطر فيما يتعلق بتلك الظاهرة هو استخدامها من قبل بعض الجهات و أعداء مصر فى الداخل والخارج واستهداف تدمير ركائز المجتمع وعاداته وتقاليده، و تكمن الخطورة فى تغليف أهدافهم القبيحة فى صورة صفحات كوميدية تنشر ما يسمونه ( كومكس ) و للأسف يتنمر على المجتمع المصرى بأسره و الأدهى أن يساهم العوام من مستخدمى ورواد شبكات التواصل فى ترويج تلك المنشورات بسذاجه غريبة.

ومع تفاقم تلك الظاهرة خلال السنوات القليلة الماضية، وافق البرلمان على مشروع قانون لمواجهة ظاهرة التنمر بنهاية العام الماضي، بعقوبة الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه. وبالتأكيد فقد رصد المشرع المصري، ووضع إطارا تشريعا ليكون الرادع فى مثل هذه الأفعال المشينة التى تسيء للمجتمع، و تغليظ عقوبة التنمر وتوقيع عقوبة الحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على ٢٠٠ ألف جنيه، ولكن يتبقى أن تتم مراقبة محتوى منصات التواصل بشكل أكثر فاعلية لرصد مخالفاته  الموجهة ضد المجتمع وليست ضد فرد واحد بعينه.

عضو مجلس الشيوخ