عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

استنفدت مصر كل المحاولات السلمية للوصول إلى اتفاق ملزم مع أثيوبيا قبل الملء الثانى لسد النهضة.. وكلها فشلت حتى كتابة هذه السطور، وإن كانت جلسة مجلس الأمن اليوم الخميس تبدو الأمل الأخير لترجع الحبشة عن تعنتها، ولكن لا يبدو هذا الأمل يحمل أية حلول وخاصة بعد إعلام أثيوبيا لمصر رسميًّا أنها بدأت الملء الثانى.. ولسان حالها فى ظل هذا العجز الدولى يقول: أعلى ما فى خيلكم اركبوه!

ولا شك أن المصريين استنفدوا كل أنواع الصبر الممزوج بالمرارة مع أثيوبيا، ووصلوا إلى مرحلة فقدان الأمل تماما معها ومع المجتمع الدولى، لإيجاد حل عادل لهذه المشكلة الوجودية، وأن الشعب المصرى على قناعة أن الحل الوحيد بيده لا بيد عمرو ولا زيد ولا عبيد.. ويعرف كذلك أن الحرب صعبة ولكن الموت أصعب، وأن محاولات وضع حد لهذه المعضلة سياسيًّا وبأقل الخسائر الممكنة أصبحت من رابع المستحيلات، ولن تنفع وستضر، خصوصًا وأن نظام الحكم فى اثيوبيا يعلم ذلك تماما، ويعلم أن الوقت فى صالحه وليس فى صالح مصر أو السودان.. وإذا كان هو متعنتًا فى ظل وجود فرصة عسكرية قبل الملء الثانى لإنهاء هذه المشكلة أو تعطيلها لسنوات فماذا سيكون الوضع بعد الملء الثانى، وبعد أن يكون السد نفسه صار سلاحًا اثيوبيًا ضد مصر والسودان لا نستطيع حتى التفكير فى التعامل معه عسكريًا؟!

ربما.. كانت هناك فرص محلية وإقليمية ودولية لإنهاء هذه المشكلة، ومنذ سنوات، ولكن لا معنى للبكاء على اللبن المسكوب، فى ظل وضع إقليمى ودولى ليس فى صالحنا، فإن الحليف الاستراتيجى الأمريكى أول من تخاذل فى الوقوف بجانبنا ودعمنا لأسباب كثيرة منها ضغوط إسرائيلية وضغوط مصانع وشركات الاسلحة، ومنها اضعافك اقتصاديًا ونفسيًا ويجرك لنفس مصير الدول التى لم يتبقَ منها شيء سوى اسم وعلم.. ونفس الكلام ينطبق على الأصدقاء فى روسيا وأوروبا.. وحتى الأشقاء العرب والأفارقة كلهم لهم مصالحهم التى يمكن أن تتعارض وتتناقض مع مصالحك.. والدليل أن المجتمع الدولى استطاع الضغط على اثيوبيا من أجل إقليم تيجراى، ويتمكن من اجبار الجيش الاثيوبى على سحب قواته منها ويتقبل هزيمته ويخرج من الاقليم مذلولًا.. ولكنه يعلن بكل بجاحة إنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا أمام موت شعبين فى مصر والسودان من العطش.. ويبدو أنهم اتفقوا جميعا على الخلاص من كل الدول العربية.. دولة بعد دولة وما تبقى منها يقف فى الصف!

ولا شك.. أن الموقف صعب، والتوقيت أصعب، وأن الخيارات المتاحة ليست كثيرة ولا قليلة وتكاد أن تكون معدومة، وكذلك لا وقت الآن للمحاسبة، ولا لتحديد المسئولية عن هذا الموقف المصيرى المأزوم منذ عام 2011 وحتى الان.. لأنه وقت الاصطفاف وتوحيد الجهود والاتفاق على شيء واحد لا سبيل غيره لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حصة مصر من مياه النيل طبقًا للاتفاقيات الدولية!

لا أمريكا، ولا روسيا، ولا أوروبا، ولا حتى الأفارقة والعرب يملكون الحل وحتى لو يملكونه لن يستخدموه.. وجميعهم يعلمون أن الحل الأخير لدى مصر.. وينتظرون!

[email protected]