عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يسعدنى الحظ بالتعرف على أحد أفراد عائلة المرحوم انسى ساويرس، ولكنى رأيت ان من واجبى التعبير عما يجيش فى صدرى من تقدير واحترام لهذه العائلة الكريمة.

الذى دفعنى لكتابة هذا المقال، اننى لم أشاهد طوال حياتى مثل هذا الكم الهائل من التقدير وحب الناس الذى ظهر خلال المواساة التى ملأت صفحات جريدة الاهرام طوال الأسبوع الماضى، الذى إن دل على شيء إنما يدل على حب الناس النابع من القلب. فأنا من قراء الاهرام خاصة صفحة الوفيات للقيام بواجب العزاء لمن سبقنا للحياة الآخرة. فإننى قد جاوزت الثمانين من عمرى، وللحقيقة فقد أذهلنى هذا الكم الكبير من المواساة الذى لم اشهد مثله فى حياتى، بما له من دلالة على حب وتقدير الناس لهذه العائلة الكريمة.

إننى على علم بأن أسرة ساويرس من العائلات العريقة فى اقاصى الصعيد، وقد استطاع رب هذه الاسرة المرحوم انسى ساويرس ان يبنى صرحًا كبيرًا من الصناعة والتجارة مستعينًا بأبنائه الكرام الذين تحمل وحده مسئولية تعليمهم جميعا حتى حصلوا على شهادة عالية من كلية الهندسة، وللحق فإن هذه العائلة قدمت لمصر الكثير من الاعمال المشرفة سواء فى داخل مصر أو خارجها، وهى تعتبر نموذجًا مشرفًا للإنسان المصرى فى كفاءتهم وإخلاصهم فى العمل فى الإنتاج الجاد المثمر، وهو ما يزيد حب الناس واحترامهم لهذه العائلة الكريمة.

أتذكر موقفًا عظيمًا لأحد أفراد هذه العائلة اثناء حرب العراق هو المهندس نجيب فقد شاهدته فى أحد البرامج يحاوره أحد المذيعين بعد عودته من العراق، والتى كانت اشبه بجهنم من شدة الحروب فى هذا الوقت. الذى حدث ان المهندس نجيب علم باختطاف بعض المهندسين والعمال الذين يعملون معه هناك، فما كان منه الا ان ذهب للعراق بطائرته الخاصة وتحاور بنفسه مع المختطفين من اجل تحرير الرهائن، فاذا كان نجيب بهذا الشكل من الوطنية وحب العمال، فهذا وحده فى تقديرى كافٍ حتى تنال هذه العائلة كل هذا الحب من شعب مصر.

رحم الله عميد هذه العائلة الكريمة المرحوم انسى ساويرس وجعل مثواه الأخير الجنة، فهذا الرجل وطنى بحق استطاع ان يحصل على اعلى الاوسمة فى كافة انحاء الدنيا لكفاءته وجهده وامانته وامانة عائلته فى العمل الجاد المثمر الذى ملأ ربوع الدنيا سواء فى مصر أو خارج مصر. ليس هذا فحسب، بل إن هذه العائلة قد ساهمت بالعديد من الاعمال الخيرية من خلال مؤسسة ساويرس للأعمال الخيرية، التى تركز على المشروعات التى تهدف إلى خلق فرص العمل لغير المؤهلين، وتمنح عددًا من المنح للدراسة داخل مصر وخارجها، ولا ننسى الدور الذى قامت به تلك المؤسسة فى مواجهة أزمة كورونا، للحد من الاضرار التى واجهت العمالة غير المنتظمة نتيجة تلك الجائحة.

ويعنينى أن اذكر أيضا أن هذه العائلة رغم كل ما قدمته طوال مشوار الحياة فقد لاقت الامرين فى عهد الظلام، وكان فى وسعهم السفر والهروب إلى أمريكا أو أى من الدول الأوروبية كغيرهم ممن لحقهم الظلم والتنكيل، الا انها لم تبرح مصر وظلت صامدة فى مواجهة الظلم، وقامت رغم العراقيل التى وضعت فى طريقها ببناء صروح عظيمة نفتخر بها جميعا.

أخيرا.. رحمة الله على هذا الراحل العظيم، وألهم أهله وأحبته الصبر والسلوان، وأحب أن أقول إن حب الناس الدائم فى الحياة الدنيا، هو الباقى أيضا فى الحياة الآخرة.

وتحيا مصر.