رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

أصبحنا نعيش حقبة «القرصنة الإلكترونية»، التي لم تعد لكسب المال، كما في السابق، لتشكل أحدث أجيال الحروب الجديدة، وأكثرها خطورة وسرعة وسهولة، وأقلها تكلفة، كسلاحٍ فَتَّاكٍ لمحاربة «الأعداء» و«إسكات» أصواتهم.

لعقود من الزمان، وتحت غطاء مستوى التصنيف السري واتفاقيات عدم الإفشاء، كانت أمريكا مستودع العالم الرئيسي لبرمجيات «الهاكرز والقرصنة»، أو ما يسمى بـ«يوم الصفر»، فأنفقت الملايين على الراغبين في بيع شيفراتهم، بحسب كتاب «سباق الأسلحة السيبرانية» للصحافية الأمريكية «نيكول بيرلروس».

تزامنَ ذلك مع عصر الانفلات الإعلامي، وتصدير ما يُعرف بخوف «الأنظمة الاستبدادية» من الحرية المطلقة لعالم الفضاء الإلكتروني، الذي يَقُضُّ مضاجع كافة النُّظُم الديكتاتورية، لتفرض قيود صارمة على حرية الإنترنت وتداول المعلومات.

تلك الأنظمة ترى في «انفلات» العالم الافتراضي، مسمارًا أخيرًا في نعش شرعية السُّلطة، فتبذل قصارى جهدها باستخدام أساليب رقمية معقدة لفرض الرقابة والمراقبة، وعدم السماح بأي هفوة أو غفوة لآراء أخرى مخالفة أو معارِضة.

لكن ما شهدناه مؤخرًا يدحض تلك «القناعة الراسخة» خلال عقود، لوجود قاسم مشترك بين زعماء الغرب والشرق، يتمثل في «ضبط الرقابة» وتشديدها وفقًا لمصالحهم، عندما يعتقدون بوجود خطر محدق، يشكله الهاربون من سطوة المؤسسات الأمنية!

الآن.. تبدَّل الحال، ليتفوق كثير من قادة الغرب «الديمقراطيين» على نظرائهم «الديكتاتوريين»، بعد أن ضاقوا ذرعًا ولم تتسع صدورهم وعقولهم لمخالفيهم، خصوصًا أنهم يمتلكون «المَنْح» و«المَنْع» أو «الحَجْب»، فلا يخجلون من البطش والتنكيل بمعارضيهم، وفق تكييف قانوني!

مؤخرًا، أقدمت الولايات المتحدة على «قرصنة» و«تهكير» عددٍ من المواقع الإلكترونية، تابعة لقنوات تليفزيونية، دفعة واحدة، لكن المفارقة أن بعضها يبتعد عن السياسة أو معاداة أمريكا، ومنها ما هو مخصص للأطفال.. فقط لأن توجهاتها مخالفة، بحسب وزارة العدل، التي بررت ذلك بأنها عملية «مصادرة وفق القانون»!!

اللافت أن الحكومة الأمريكية يهتز بدنها وتُعرب عن قلقها وتهدد بـ«بجاحة»، عندما يُتخذ أي إجراء في أي بلد ضد صحفي أو جريدة أو إعلامي لا يتفق مع سياسات حكومته.. لكنها لا ترى مانعًا في البلطجة والقرصنة لكل من يخالفها الرأي، لتتحول «الديمقراطية» إلى دكتاتورية مُقَنَّعة، مرفقة بجملة «تم الاستيلاء على الموقع» أسفل شعاري وزارتي العدل والتجارة!!

أخيرًا.. يُحكى في إحدى القصص المأثورة، أن جيش الإسكندر ألقى القبض على قرصان يمتهن الاستيلاء على المراكب البحرية، فقام الإسكندر باستدعائه وسأله عن مبررٍ لفِعلته، فقال القرصان: أنتم تسرقون أسطولًا بحريًا كاملًا، ويُقال عنكم فاتحون، أما أنا وأمثالي المساكين فنسرق مراكب صغيرة متفرقة وتقولون إننا لصوص!!

فصل الخطاب:

يقول «آينشتاين»: «الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين، بنفس الأسلوب ونفس الخطوات، بانتظار نتائج مختلفة»!

[email protected]