رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عجبت لك يا زمن.. حكومات سعيدة تنشئ وزارة للسعادة، لابتكار طرق جديدة لإسعاد مواطنيها، وحكومات تبتكر تصدير الأزمات، والتعاسة، والتقشف، ووضع مواطنيها فى طاحونة الغلاء الفاحش وفواتير الجباية الشهرية من فواتير كهرباء وغاز ومياه، والتى يتم رفعها بطريقة اضرب واجرى، وكأننا شعب بلا تاريخ أو حضارة أو موارد !!حكومات تختار وزراء شباب لا تتعدى أعمارهم أربعين عاماً ليضعوا خطط المستقبل، ووزراء يتم اختيارهم من مخلفات الروبابيكيا، يخططون أسفل أقدامهم، وسط بركة فساد لن ينصلح حالها إلا بثورة قوانين وقرارات فوقية، تقتلع تلك الضمائر الخربة، التى تنخر فى جسد دولة تريد أن تنهض، وتريد طيور الظلام إسقاطها!

ولأننى من هواة اللعب ع المكشوف أتساءل هنا كيف تنهض دولة بنوعيات جاءت من أجل الورنيش الإعلامى والتصريح عمال على بطال دون وعى أو فهم؟، وكيف يثق مواطن فى حكومة،  يخرج فيها المتحدث الرسمى لوزير الصحة، يؤكد أن بعوضة «زيكا» لا تستوطن مصر لأنها تعيش على المياه النظيفة؟! وكيف يرى المواطن أملاً فى تصريح لوزير الرى المبجل يؤكد فيه، أنه سيتم سد العجز المائى، باستخدام مياه الصرف، والتى سيتم معالجتها لكى تصبح مناسبة للاستخدام.. وزير صحة يعترف بأن بيئتنا المائية ملوثة، ووزير رى يريد حل العجز المائى باستخدام مياه الصرف!

يا سادة ماذا يفعل المواطن، وهو يستمع لتصريح وزير تعليم عالٍ يطالب بمنح الدكتوراه فى الحلاقة والسباكة، ووزير شباب ورياضة، يؤكد فى محاضرة بجامعة القاهرة معترفاً للطلبة، بأنه لم يكن يحضر المحاضرات، قائلاً: ما تقضوهاش مذاكرة، فأنا لم أتخرج بتقدير كبير!؟ وبماذا يأتى التفاؤل لشاب، عندما يخرج مسئول ببنك الإسكان والتعمير والمكلف من وزارة الإسكان قائلاً: على الشباب القبول بشقة ٣٥ متراً، بدلاً من المساحات الكبيرة حلاً لأزمة الإسكان فى مصر، و«البعيد» يجلس فى شقة لا تقل مساحتها عن ٢٥٠ متراً، أى هراء هذا، ولمن يتحدث هؤلاء؟ وعلى أى أساس يتم الاختيار، ومن جاء بمسئول هيئة الطرق الذى خرج علينا مؤخراً ليؤكد أن الطرق غير الممهدة تجبر السائقين على خفض سرعتهم، مما يقلل الحوادث ،وأن الطرق التى نرصفها تتفق مع معايير الجودة ولا تقل عن طرق أبو ظبي، وألمانيا!؟ إن تربة الفساد هى ما تنضح بأمثال هؤلاء، والمواطن يعرف الحقيقة، وعمليات الرصف المضروبة والمخالفة لأدنى المواصفات فى كل أنحاء مصر بعيداً عن الطرق التى تشيدها الهيئة العسكرية، يعلمها الجميع، ويعلم الجميع طرق التسليم والتسلم ،وضرب الفواتير فى طرق تنهار بعد شهر من رصفها!

إن اختيار وزراء لا يعرفون  أنهم يخاطبون شعباً ناضجاً، لن يأتى إلا بكوارث ، وأذكر هنا التصريحات المستفزة للمتحدث باسم وزير التربية والتعليم فى حادث اتوبيس البحيرة الذى تسبب فى تفحم ١٨ طالباً، عندما أكد «أن الحادث مكتوب عند الله عز وجل وهذا قدرهم!» وتصريحات رئيس الوزراء السابق «محلب» بعدها عندما قال «اتصلت بوزير التعليم  وكانت نفسيته تعبانة جداً»، ويحضرنى هنا أيضاً تصريحات وزيرة التضامن حينما قالت: إن رقى الفنون له تأثير إيجابى على الإنسان، والجنة مكان هيكون فيه مزيكا وباليه كمان!. وخد بالك بقى على تصريحات المتحدث الرسمى لوزير التموين الذى خرج علينا معلقاً على ارتفاع أسعار الخضراوات وبخاصة البامية، وطالب المصريين بأكل الكوسة بدلاً من البامية!

يا سادة ان الكوسة هى التى أوصلت هؤلاء الى تلك المناصب، وهو ما تكشفه قراراتهم التى تبتعد عن أوجاع المواطن، بل وتفاجئه بقرارات رفع الأسعار التى تلهب ظهره، ورفع فواتير المياه والكهرباء والغاز جزافياً، دون إنذار على طريقة هتشرب وهتدفع! إن الشعب يريد حكومة تتمتع بالحس السياسى قبل التخصص، وزراء يعرفون ما يريده المواطن، واحتياجاته ،يعرفون متى يكون القرار مدروساً يراعى العدالة الاجتماعية، ويراعى المرتبات الهزيلة، وزراء يعرفون متى يتحدثون؟، ومتى يصمتون؟ حكومة تعرف أن الشعب هو السيد، وأنهم جاءوا لخدمته، وليس لإذلاله وإهدار كرامته، وإغراقه فى الهموم والأزمات، وطبخ القوانين التى تهدر حقوقه فى العيش والحرية، والعدالة الاجتماعية، اننا نريد حكومة تنفذ سياسات الرئيس فى التطوير والرقى والرخاء، بدلاً من حكومات الروبابيكيا التى تصطدم بالمواطن وترتفع بسبب أفعالها الأزمات والمطالب الفئوية!؟