رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

لقد توارت الرحمة والإنسانية والأخلاق فى هذه القصة وانزوت عندما اجتمع الأب والأم على تلك الجريمة وتنفيذها. وتجردا من مشاعر الإنسانية وأحاسيس وعطف الأبوة والأمومة لقد انتزع الطرفان قلبيهما وألقيا بهما على الأرض وقررا رمى فلذة أكبادهما واعتزامهما على عدم العودة إليهما مرة ثانية.

 لقد تعاهدا مع الشيطان وقررا الاتفاق بالتنازل عن طفليهما لإحدى دور الرعاية وببلاش كمان.. رباه ماذا حدث؟!. قد يسألنى القارئ ماذا تقولين وتكتبين أمزاحا؟. لأجيبه وقد بدت علىّ كل علامات الدهشة والألم النفسى وكدت أجن من هول ما قرأته وكتبته عن هذه الواقعة المخزية: لا.. لا! بل قد حدث بالفعل منذ يومين فى هذا الزمن القاسى أب يتنازل عن طفليه فى المرج وببلاش، فقد خرجت علينا بعض الصحف والمواقع بخبر بعنوان مضمونه: على باب مبنى وزارة التضامن الاجتماعى، قرر أحد الآباء التنازل عن طفليه فى عمر 5 و6 سنوات، بسبب عدم رغبته فى تربيتهما أو رعايتهما، بعدما انفصل عن والدتهما، حيث شق كل منهما حياته من خلال زواج آخر.

ففى سطور هذه المأساة السوداء والمهزلة القذرة، يقول كل منهما إنهما لم يجدا لأطفالهما مكانًا بينهما. إلى هذا الشطط العقلى وصل إليه البعض فى المجتمع، الى هذا الكم من القذارة الفكرية والدعارة النفسية، وصل حالهما وقد اختار كل منهما حياة بعيدا عن المجنى عليهما، اختارا انفسهما ومزاجهما ليخلو لكل منهما الجو مع وليفه الجديد تاركين أولادهما فلذات أكبادهما يواجهان قسوة حياة لا يعرفان عنها شيئاً بل ولم يقو أى منهما على السير فى نواصى دروبها، فالناظر للطفلين يجد أن ملامح الرعب قد تملكت منهما، بعد أن وجدا نفسيهما ما بين عشية وضحاها أيتاما فى الشارع رغم وجود أسرتهما على قيد الحياة، فلا يعرفون مصيرهما، لقد ترك الأبوان طفليهما للمصير المجهول منذ اللحظة التى قررا فيها التخلى عن إنسانيتهما وقررا التنازل عنهما.

فتلك الهياكل الآدمية التى تنتسب إلى الكيان البشرى بعيدة كل البعد عن الكيان الأسرى كانت خصما وحكما فى تلك القضية.عندما ارتكب الطرفان جرما لا يقل فداحة عن جريمة القتل بقرار التنازل عن هبة الله لهما وقررا خلال ساعات قليلة تحويل حياة الطفلين إلى مشردين فانتزعوا أولادهم من أحضانهما وقذفا بهما فى غياهب النسيان والمجهول، لقد تحجرت مشاعر الأبوين. ورضخ كل منهما لنزواته وشهواته فى تجربة زواج جديدة، وقررا أن تكون إحدى دور الرعاية هى محطتهما الأخيرة، بعد أن كانت الأسرة هى الحضن والحصن المنيع الذى يحمى الأطفال من كل شر، فزياد وفارس اسمان وردا ضمن سطور الخطاب الذى تسلمته الدار والذى يشير إلى أن الطفلين تخلى عنهما الأب والأم نظراً لظروف أسرية بعد الانفصال، لقد تخليا عنهما نهائيًا، فسطور القصة تؤكد أن الأب طلق الأم منذ فترة والأم فعلًا تزوجت ورفضت تأخد الأطفال، وتخلت عن رسالتها كأم والتى تكون أفضل حاضن لطفلها فالأم التى كانت تبذل المستحيل بالأمس وتتحمل كل الإهانات والمعاناة من أجل الاحتفاظ بفلذة كبدها والبقاء بقربهم تحولت فى هذه الواقعة النكراء ولأسباب مادية بحتة إلى أول من يتخلى عنهم. أما الأب هو الآخر فقد تزوج مرتين وفى المرتين ترفض زوجتاه الطفلين فقرر يسيبهم ويتنازل عنهم نهائيا.

لقد انتهت سطورى هنا عن هذه القصة لتبدأ خيوط قصة جديدة للطفلين تتضمن سيناريوهات مجهولة الدروب ومستقبلا غامضا وسط مجاهيل الحياة فيارب أنت العوض ومن العوض عوضهما خيرا وكن معهما اللهم إنى استودعتك هذين الطفلين ونفسى عندك يا الله يا من لا تضيع عنده ودائع. أما أسرتهما فعليك بهم يا رب.