رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

كنت أتحدث معكم عن الحب - فى سطورى الماضية - فى تلك المساحة التى (أحببتها) والتى ما زالت تربطنى بها علاقة حب وغرام منذ ما يقرب من 7 سنوات، حيث اعتدت أن أطل عليكم عبر تلك النافذة من جريدة الوفد، تلك الجريدة صاحبة التاريخ العريق والمؤثر فى حياة وطننا (الحبيب) مصر، تلك الجريدة التى اعتادت أن تضم عبر صفحتها المختلفة على مدار عمرها الطويل مجموعات بشرية رائعة ومتميزة من خيرة مبدعى مصر فى كافة مجالات الصحافة المكتوبة وكتابات الرأى، وكم أشعر بالشرف والفخر والكثير من الحب والامتنان كلما تذكرت أننى واحدة ممن ينتمون إلى صفحات وسطور الوفد الخالد، واسمحوا لى بمناسبة تلك الكلمات أن أوجه تحياتى و(محبتى) واحترامى لكل الزملاء والزميلات الأعزاء من أسرة الوفد العزيز متمنية للجميع كل النجاح والتوفيق.

وأعود معكم لحديثنا الذى لا يتوقف عن الحب.. وأتذكر أننى كنت قد كتبت فى سطورى السابقة: أن الإنسان يحيا بـ(الحب) الذى يظل يبحث عنه طوال حياته.. مممممم.. وعلى ما يبدو أنه كلام جميل.. حقا.. ولكن! عن أى حب يا ترى كنت أتحدث؟ ومن هو هذا (المحبوب) الذى يستحق الحب الكبير والعشق العميق.. المحبوب الذى تشعر أنك لا يمكن أن تقول لسواه تلك الكلمات التى قالتها سيدة العاشقين رابعة العدوية: (عَرفتُ الهَوَى مُذْ عَرَفْتُ هَوَاكَ/ وأغْلقْتُ قَلْبِى عَمَّنْ سِوَاك)؟

إنه الله.. الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. مالك الملك ذو الجلال والكرام.. مولانا وولينا.. ومن بيده الأمر كله فى الدنيا والآخرة.

ولعل حب الرجل للمرأة، والأم لأبنائها، والإنسان للجمال وللفن.. وغيرها من أوجه وأشكال الحب، ما هى إلا مجرد محطات سفر إلى (الحب الحقيقى)، أو ربما كانت كلها خطوات فى الطريق إلى المحطة الأخيرة أو كما أميل فى تسميتها بـ(محطة الوصول) نعم إنه الوصول إلى المحبوب، المحبوب الوحيد الذى يستحق منتهى الحب والعشق الصوفى.. الله وحده سبحانه وتعالى ربنا وخالقنا ورب كل شىء وخالقه.

فالتصوف أو الحب الدينى هو أعمق وأصدق وأرفع درجات الحب، فهو الحب الذى يأخذك ليرتفع بك فوق حدود الزمان والمكان، حتى يصل بك إلى السماوات الأبدية.

ولو تأملنا لوجدنا أن الإنسان من خلال مشواره فى رحلة البحث التى نتحدث عنها، يكتشف مرة تلو الأخرى أن موضوعات حبه ينقصها شىء ما، وأنها غير مكتملة، لا تملك الوجود الحقيقى، فكل شىء قابل للتغيير والتبديل فى هذا الكون الواسع، وفى هذا الزحام الكبير، حيث يأخذنا الواقع معه فى دوامة من التكرار المملل والسخيف من الأكل والشرب والنوم والأحلام، وتسير حياتنا فى روتين قد تمر كلها ولا نلتقى فيها بأنفسنا ولو لمرة واحدة حتى، يحدث كل ذلك عندما لا نقابل الحب أبدا أو لا نعرفه.

فقد نتزوج بعد قصة حب، ونعيش.. لنكتشف أن حياتنا أصبحت هادئة بليدة بعد فترة قد تقصر أو تطول، حيث تفتر العاطفة وتبرد الشهوة.. ربما لأن الواقع الصفيق قد انسدل بين الحبيبين، فيدخل الهم الذى يتسبب فى العزلة، سواء كان هم الزمن أو المكان أو الجسد أو المجتمع الذى يحتوى على الطرفين ويطالبهما بالتزامات وواجبات.. فنحن لا نعيش وحدنا.. بل هناك آخرون ينازعون حياتنا ولقمتنا وحريتنا وأحياناً حبنا.

وتستمر الرحلة إلى أن يلتقى المحظوظ منا بحب اللامحدود الحب والعشق الصوفى الذى يجلب السعادة الحقيقية.

أحبك حبين: حب الهوى وحباً لأنك أهل لذاك

فأما الذى هو حب الهوى فشغلى بذكرك عمن سواك

وأما الذى أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراك.

سيدة العاشقين رابعة العدوية