رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

- إذا كانت أحلام الصغار فى الثراء، من خلال اللصوصية والفساد يمكن فهم دوافعها.. فكيف وبأى منطق يمكن فهم دوافع الكبار؟ كيف يمكن تفسير هذه الرغبة الكاسحة المذلة فى مراكمة زكائب المال الحرام زكيبة وراء أخرى من دون شبع أو اكتفاء؟ كيف يمكن فهم هذا الانحطاط إلى هذه الدرجة فى بيع حضارة وتاريخ الأمة المصرية، بأى مبلغ ومهما كان قدره؟ كيف يمكنهم مجاراة نداء عقولهم وبطونهم النهمة لانتهاج أساليب فاسدة فى الإثراء بلا توقف.. وكأن بطونهم وكروشهم استحالت قربًا خربة مليئة بالثقوب لا تشبع ولا تكتفى!

-ما بال هذا المجتمع يصحو كل يوم على كارثة لا يعلم إلا الله وحده مداها! هذا يمتلك غرفة كاملة تعج بأندر القطع الأثرية والتى لا تقدر بمال، وذاك رجل لمع اسمه من قبل واقترن بالجن والعفاريت، وجمع أيضًا بين الوجاهة الاجتماعية ومعرفة علية القوم ثم ضبط يتاجر بالآثار!

- الإثراء السريع بالفساد واكل المال الحرام والظلم والنصب والخداع أعمال مجرمة بحكم القانون، ومن يتهم فيها وتثبت عليه التهمة هو شخص «يجرس» نفسه من أجل حفنة دولارات، يضيع بعدها المنصب والمكانة الاجتماعية والوجاهة، تمامًا كما هى أعمال التجارة بالدعارة.. بأجساد البشر.. وبأقواتهم.. كيف يمكن الانحدار لهذه الدرجة؟

-هناك من استلبوا أموال الدولة وذاكرتها الثقافية والفنية وباعوها للأجانب، وهناك من لايزالون يبحثون عن ما يمكن بيعه كل يوم من حضارة وتاريخ مصر.. وهذا وجب عقابه والتصدى له وكشفه وفضحه للناس وحسنا فعلت الدولة المصرية بنشر مخازى هؤلاء ليكونوا عبرة لمن يعتبر.

- حمى البحث عن الإثراء السريع بوسائل فاسدة هى نتاج لمجتمع بات كل شيء فيه سلعة.. الحب والزواج.. العلاقات الإنسانية.. الفنون بأنواعها الخ. كل شيء يباع وأصبح له سعر.. ومن هنا يمكننى أن أفهم سبب إرسال عشرات المتابعين لى برسائل على وسائل للتواصل الاجتماعى، يستغلون كونى صحفيا، محاولين إغرائى بمساعدتهم فى إيجاد مشترين للآثار!. كثيرة هى الرسائل من هذا النوع التى يصنع أصحابها لأنفسهم حسابات وهمية مزيفة يستخدمونها لإغراء من يظنون أن لديه علاقات واسعة تساعدهم فى تجارتهم المحرمة. تجلس فى نادٍ، أو مقهى أو تقف فى مكان يعج بالناس فتكتشف أن حمى البحث عن الآثار تحولت إلى مضغة سهلة فى أفواه الناس. هذا السقوط المدوى للثلاثة الكبار مؤخرًا يجعل المرء يشد فى شعر رأسه ويتساءل: أَكُل هذا الحرام وأكل لحم مصر نيئا.. تساويه هذه الحفنة القذرة من الدولارات؟