عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

الابتسامة لا تغادر وجهة، الهدوء لا يغيب عن طبعه، البساطة دائمًا فى تعامله، دبلوماسى فى خلقه ورقى تعامله، لكن ليس كل هذا ما يجعلنى أكتب عن السفير محمد العرابى، فالأهم فى شخصيته بجانب هذه الخصال الطيبة التى تنم عن أصالة أنه أيضًا صورة مشرفة للدبلوماسية المصرية العريقة، يمتلك مهارة القرار والقدرة على التفاوض الذكى، والرؤية المتعمقة للقضايا المختلفة، صمته وهدوؤه يخفى وراءه عقلية واعية، وفكر وعقلانية.

شغل «العرابى» العديد من المناصب فى وزارة الخارجية لكن أبرزها وأهمها كان سفير مصر فى برلين وكان بحق واحدًا ممن يطلق عليهم مهندسو العلاقات المصرية الألمانية على كافة المستويات بما فيها الشعبية، فقد نجح خلال فترة عمله هناك التى امتدت لثمانى سنوات أن ينسج علاقات جيدة على كافة المستويات مهدت وأسهمت بشكل كبير فى نمو تلك العلاقات ونقل الخبرة الألمانية فى كثير من المجالات إلى الشباب المصرى فهو صاحب الأداء الدبلوماسى الرفيع الذى اعتمد على الدبلوماسية الشعبية، والثقافية.

السفير «العرابى» وزير الخارجية الأسبق عرفته منذ سنوات محبًا وداعمًا لكل أبناء مصر، وعقب ثورة 30 يونيو وفى ظل حالة التخريب والتشكيك المتعمدة التى كانت تمارسها جماعة الإرهاب بكل السبل كان يتنقل بين المحافظات ووسط مدرجات الجامعة كى يشرح لشباب مصر التحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه الوطن وخطورة تلك الجماعة وفكرها ويفند أكاذيبها ويفضح المؤامرة التى تستهدف مصر.

ورغم المناصب والمواقع التى تولاها سفيرًا أو وزيرًا أو رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب لكن محمد العرابى كان وما زال يتميز بالتواضع الإنسانى الذى لا تخطئه عين فلا يرفض طلبًا ولا يتردد فى مساندة أحد، وبجانب هذا فقد وجدت فيه ميزة ربما لا ينتبه إليها البعض وهو أنه يحتفظ بانتماء حقيقى للإعلام الوطنى المصرى وحرص على أن يدعمه قدر إمكانه إيمانًا بدوره الذى يراه ما زال مهمًا وغير قابل للتراجع.

كثيرًا ما طلبته ضيفًا فى برامج متعددة لشرح وجهة نظر الدولة المصرية فلم يتردد فى تلبية الدعوة بدافع وطنى ليشرح الإنجازات التى تتحق على أرض الواقع بلغة سهلة قريبة إلى الناس ومفردات خاصة يختص بها السفير محمد العرابى الذى تعلمت منه أيضًا معنى الوفاء لوالدينا فدائمًا يتحدث عن فضل الأب والأم وربما كانت اللفتة التى لم يتوقف عندها الكثيرون أنه عندما تولى منصب وزير الخارجية كان أول ما فعله زيارة قبر والدته لأنها صاحبة الفضل عليه.

شرفت بشكل شخصى بإجراء عدد من الحوارات الخاصة الإنسانية مع السفير العرابى حتى ينقل خبرته للشباب كى يستفيد من تجاربه المتعددة وخبرته ورحلة كفاحه فرغم نشآته الارستقراطية فإن العرابى نموذج للكفاح والجد والمثابرة.

خدم «العرابى» أيضًا فى صفوف القوات المسلحة كضابط احتياط وأمضى عدة سنوات فى صفوفها، قبل أن يلتحق بالسلك الدبلوماسى وكان لهذه الفترة تأثير كبير فى شخصيته القيادية الهادئة والحاسمة، بل وكان لها أيضًا دور فى إدراكه لمعنى الوطن وقيمة الأرض وقوة الدولة ومؤسساتها الوطنية ولذلك فهو على مدى تاريخه لا يتأخر عن مهمة يخدم من خلالها الدولة المصرية عن قناعة أن كل مصرى يجب أن يكون مقاتلًا فى موقعه وأن يدافع عن بلده بالسلاح الذى يمتلكه والمهارة التى يتمتع بها، ولن ننسى طبعًا دوره الوطنى فى 30 يونيو.

السفير محمد العرابى لديه عشقه خاص للثقافة والفنون والتعليم عنده قضية فاصلة فى تطور الأوطان ودائمًا يحدثنا عن أهمية التعليم ويطلعنا على كافة التجارب الخارجية التى كان حريصًا أن يدرسها بعمق.

وفى النهاية يبقى أن أشير إلى أنه على هدوئه لكن بداخله طاقة هائلة من الطموح الذى لا يتوقف، فهو لا يعرف اليأس بل يراهن دومًا على الأمل والتفاؤل ولن أنسى كلماته وتشجيعه لى كل فترة مؤكدًا لى دومًا أن النجاح لا يأتى إلا لمن يستحقه وطالما يعمل الإنسان ويجتهد، فالنجاح سيكون حليفه مهما واجه من صعوبات وما تعثر أو اصطدم بمعوقات، وهذه النصيحة هى التى أعمل بها وأتذكرها كلما واجهت مشكلة.