عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكنونات الثقافة المصرية:

للمرأة نصيبها أيضاً من الكتابة على المركبات؛ فنجد عبارات مثل «وراء كل رجل مديون امرأة». وآخر قرر إبداء رأيه بموضوع حقوق المرأة فكتب «حقوق المرأة هى المطبخ»، بينما ثالث يشتكى من قلة وفاء النساء فيقول «اتنين ملهمش أمان الفرامل والنسوان». وسائق نقل يتودد إلى حماته كتب «يخليلى حماتى اللى جابت حياتي». وآخر يعلن ما لايبطن «فيل يدوسنى ولا بنية تبوسني». وهذا صاحب سيارة باسات - أكيد غير متزوج – يكتب «وراء كل رجل ناجح امرأة مدلعاه ومهنياه ومنسياه هم مراته».

حظيت المرأة بمكانة رفيعة فى العصر الفرعونى، ووصلت هذه المكانة درجة التقديس، فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور، بل إن إلهة الحكمة كانت فى صورة امرأة، والإلهة إيزيس كانت رمزًا للوفاء والإخلاص. وحكمت حتشبسوت مصر فى الفترة من 1479 قبل الميلاد حتى 1457 قبل الميلاد، وكان لها دور تاريخى فى تعضيد أركان الدولة فى ميادين الدين والتجارة والسياسة الداخلية والخارجية، وعلى هذا النهج سارت نفرتيتى وكليوباترا.

وارتبط تاريخ مصر الحديثة بمحمد على، الذى نادى بضرورة تعليم المرأة، فأنشأ مدرسة المولدات سنة (1832م) لتخريج القابلات. وفى سنة (1872م) أصدر «رفاعة الطهطاوي» كتابا مهما بعنوان «المرشد الأمين للبنات والبنين» طرح فيه بقوة قضية تعليم الفتاة. وفى 1919 خرجت المرأة فى المظاهرات الحاشدة. وبعد الدعوات المتزايدة لمساواة المرأة بالرجل؛ حصلت المرأة على حقوق وضعتها فى مرتبة متساوية أو تفوق الرجل، واقترب الوقت الذى سيطالب فيه الرجل بمساواته فى الحقوق مع المرأة.

هذا على المستوى السياسى والقانونى والاجتماعى، أما فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة، فالمجتمع يُعلى قيمة الرجل على المرأة، ومازالت صورة (أمينة وسى السيد) موجودة حتى وقتنا الحالى. وهذا راجع إلى تكريس ذلك فى المقررات الدراسية التى تحكى عن بطولات الرجال وتهمش دور المرأة، وإلى الدراما التى تظهر المرأة فى صورة مهينة وأنها المتنفس الجنسى للرجل، وإلى أنماط التنشئة فى الأسرة المصرية التى تفرض الكثير من القيود على البنت وتعطى المزيد من الحرية للولد وتنمط من أدوار الولد والبنت، فالبنت فى خدمة أخيها، وهى التى تقوم بأشغال البيت بعكس الولد. لذا انعكست هذه الصورة فى العبارات الذكورية التى نلحظها على المركبات، والتى تلخص مكنون ثقافة المصريين نحو المرأة.

وتؤكد أيضا على الأمثال الشعبية السائدة فى الثقافة المصرية، مثل: اقلب القدرة على فُمها تطلع البنت لأمها - القبيحة ست جيرانها- اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين - امسح مكياج صاحبتك تلاقى سيد ابن عمتك - ادلعى يا عوجة فى الليلة السودة.

ورغم ذلك تبقى المرأة النصف الحلو فى هذه الحياة، فهى الحبيبة والأم والأخت والزوجة والصديقة، وهو مايجب أن نعلمه لأبنائنا خاصة الشباب المقبل على الزواج بعد ازدياد نسب الطلاق فى المجتمع المصرى، وأن نعلمهم أن الحب - كما قال نزار قباني- لا تحدده جغرافيا جسد المرأة. وأن دموع المرأة ليست دائما كدموع التماسيح.

إنى أحبـك عندمـا تـبكينا وأحب وجهك غائماً وحزينـا

تلك الدموعُ الهاميات أحبها وأحبُّ خلف سقوطها تشرينا

بعض النساء وجوههن جميلة ويصرن أجمل عندما يبكينا.