عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

من حق كل مواطن أن يعارض ويختلف، ومن حقه أيضاً أن يحتج ويرفض، ومن حقه أيضاً أن يقول لا أو نعم، ومن حقه أيضاً أن تكون له حرية رأى وتعبير، الناس لا يمكن أن يكونوا نسخاً متشابهة وليس من المنطق أو العقل أن تتطابق وجهات نظرهم فى كل القضايا والأمور وإلا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق البشر على وتيرة واحدة، هناك عقول لدى الناس، وعقل فلان يختلف عن ترتان، ورغم كل ذلك لابد أن يكون هناك اجماع واحد على الحفاظ على الوطن والدولة فهذا من مسلمات الأمور ولا يجوز فيها أبداً الاختلاف أو التناقض.

انكسار الدولة مبدأ مرفوض لدى الجميع، هذا ما يجب أن يكون وإلا فالخراب سيحل على الجميع بلا استثناء، ويوم يحل هذا الخراب لا يفرق بين زيد أو عمرو، ولا بين معارض أو مؤيد وهذا ما يجب أن ينتبه إليه كل المصريين، الحرية مكفولة فى إطار الدستور والقانون، والاختلاف والمعارضة من أساسيات أى نظام، ونظام حكم الفرد ولّى إلى غير رجعة، فالناس بعد 30 يونية، غير الناس فى عقود مضت من الزمن، وما كان يرضى به المواطن من قبل لا يقبله الآن، ولم يعد هناك ما يمنع المواطن من إبداء رأيه فى أى شيء دون مواربة أو مهادنة.

الذى نعنيه فى ظل كل هذه الظروف هو لابد من الوعى بأهمية عدم انكسار الدولة أو تقويض أركانها، خاصة أن هناك متآمرين ومتربصين ليسوا فى الخارج فحسب وإنما فى الداخل أيضاً بشكل ظاهر وواضح، هذا التربص بالوطن معقود بهدف إشاعة الفوضى والاضطراب بالبلاد من أصحاب تنفيذ المخططات الإجرامية المرسومة للمنطقة العربية، ولأن هناك دولا عربية سقطت فى وحل الاضطراب والتمهيد للتقسيم، إلا أن الهدف الرئيسى لهؤلاء المتآمرين هو مصر التى حفظها الله بقدرته ووطنية أبنائها الكرام، لكن ليس معنى ذلك أن أصحاب المخططات غضوا الطرف عن أهدافهم الجهنمية ضد أرض الكنانة.

ولذلك يجب على كل الذين لديهم رؤية مغايرة أن يراعوا شيئاً مهماً وهو الحفاظ على الدولة وسلامة الوطن، ولابد أن يضع الجميع نصب عينيه أن مصلحة مصر العليا فوق أى اعتبارات أخرى، وهذا ما يدفعنا إلى الحذر الشديد من المشاركة بقصد أو غير قصد فى هدم الدولة. التحذير واضح لأن سقوط الدولة سيحولها إلى خرابة لمئات السنين ولا يمكن أن تعود مرة أخرى، بل زاد القول «هنروح فى ستين داهية». وهذا يعنى أنه مطلوب من الجميع أن يقف على قلب رجل واحد فى التصدى لكل من تسول له نفسه أن ينال من الوطن أو يفكر فى سقوط الدولة.

الاختلاف فى الرأى هو نوع من الديمقراطية، والتآمر مع المتربصين لإسقاط الدولة جريمة لا يستطيع أحد أن يغفرها أو يستهين بها. هناك فرق كبير بين الاختلاف وبين معاول الهدم التى تتربص بمصر وشعبها.