يبدو أن المقولة الشهيرة «لا يخلو شيء من فائدة» تنطبق تماما حتى فى أسوأ الظروف وعلى أخطر الأمراض كورونا العجيب وما أدراك ما كورونا ورعب العالم كله والوفيات والإصابات والحظر والاغلاق التام وتوابعه.. فرغم كل المعاناة فى زمن الكورونا إلا أن الأمر لا يخلو من ثمار عظيمة جدا.
ويبدو أيضا أن البشرية كلها ستجنى هذه الثمار غدًا أو أنها بالفعل بدأت تتذوق هذه الثمار والفضل يعود إلى الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات التى كانت البطل الحقيقى فى معركة البشر مع الفيروس القاتل الخطير ويحسب لهذا الفيروس أنه جعل البشرية تسرع الخطى بقوة نحو استكمال الديجيتال أو التحول الرقمى والتعامل أون لاين فى كل مجالات الحياة.
وقريبا جدا أعتقد سيختفى الورق والمعاملات المباشرة حتى تذاكر المباريات والسفر وأعتقد الباسبور سيكون كله أون لاين وطبعا التأشيرات اللازمة للسفر ودخول مطارات العالم أصبحت أون لاين ولا مجال بعد كورونا حتى لعودة التعامل الورقى والمعاملات التقليدية وأيضا لا يمكن تصور العودة إلى نظام تعليمى وصحى وخدمات تقليدية وكذلك المعاملات المالية.
والعجيب أن الذكاء الاصطناعى تطور خلال الفترة الأخيرة بشكل رهيب وقريبا سيدخل فى كل مجالات الحياة وسيكون الروبوت بديلا عن البشر فى أعمال كثيرة جدا كما أن الآلات والمعدات ستكون ذاتية العمل والقيادة يعنى المصانع كلها تشتغل دون تدخل بشرى والطائرات والقطارات والسيارات من دون سائق والفلوس يمكن تختفى ويكون التعامل والبيع والشراء والمدفوعات بشكل أخر وطبعا أصبحت المؤتمرات والاجتماعات عن بعد بالإنترنت عن طريق تطبيقات مثل زووم وجوجل ميتنج وكمان الجيم والألعاب كلها يمكن تبقى أون لاين يعنى باختصار الإنترنت سيد الموقف وهو المستقبل لأن كمان الاقتصاد الرقمى غير مفاهيم الثروات والعمل والوظائف تماما والتكدس والمكاتب والحضور والانصراف وساعات العمل والكلام ده كله بقى فى الباى باى خلاص ولازم الناس تفهم أن الوظائف المرموقة سوف يتغير مفهومها وأن تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبرانى أو أمن المعلومات والألعاب والاختراعات والتعامل مع معطيات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات الرقمية أصبح لغة العصر وأن الأمية الحقيقية هى عدم القدرة على استيعاب والتعامل أون لاين.