رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفظنا وقرأنا أن النظافة من الإيمان وجوهر الإيمان هو نوع من النظافة سواء من الداخل أو من الخارج، فهناك نظافة فى الخارج وهناك نظافة من الداخل، نظافة الداخل يقصد بها الذات المحبة لكل ما هو خير ولكل ما هو جميل ولكل ما هو صالح، فنظافة السريرة أمر هام وضرورى وحتمى على المستوى الإيمانى.. فالمؤمن الحقيقى هو من كانت ذاته الداخلية نظيفة ناصعة..ونسمعهم يقولون (فلان دا قلبه أبيض) وهذا يعنى أنه لا يعرف الحقد والغل والكراهية وكل ما هو سيئ.. فمثل تلك الصفات تدخل ضمن القذارة وهو ما لا يحبه ولا يقبله الدين، إذن النظافة أمر هام وضرورى وحيوى فى الجانب الدينى.

أما عن النظافة فى الخارج فنقصد بها المحيط خارج الفرد..أى أن الفرد يجب أن يحرص على النظافة فى المحيط الذى يعيش فيه..فالإنسان السوى لا يمكن أن يعيش إلا فى مكان نظيف لأن النظافة أمر فطرى فى داخل الذات وهناك احد الفلاسفة وهو شافتسبرى يرى أن النظافة فى الإنسان حب فطرى فالذات الإنسانية تكره وتنفر من كل ما هو قذر..هو يعطينا مثالا لتوضيح ذلك. فلو فرضنا أن أحد الأشخاص فقد حاسة الشم وفقد حاسة البصر ترى هل تجده يحب النظافة؟ نعم إن مثل ذلك الشخص نجده ينفر من كل ما هو قذر وعفن فنجد هذا الشخص لا يحتمل أن يظل بدون استحمام ونجده يهرع إلى الاستحمام والسؤال لماذا؟ هو لا يشم وهو لا يرى فكيف يحب النظافة ويحرص عليها؟ الإجابة إنها الفطرة السليمة داخله النافرة من القذارة..والنظافة قيمة داخلية تعمل الذات على تحقيقها..

وعلى ذلك كيف تفسر تلك القذارات وكل تلك القمامة المنتشرة فى كل مكان؟ لكى تفسر ذلك الأمر نعود مرة أخرى إلى شافتسبرى حيث يرى أن البيئة من الممكن أن تقتل الفطرة السليمة فى الفرد ولتوضيح الأمر سأضرب لك مثالا لتقريب الفكرة..لنفرض أن لديك إصيصًا به نبات الفل..فهذا النبات يحتاج للرعاية كى يعطيك زهرة جميلة إذن الطبيعة الفطرية للنبات جميلة ورائعة ولكن ماذا يحدث لو أنك ألقيت على هذا النبات مياها ملوثة وألقيت عليه بعض القمامة السؤال هل هذا النبات سيعطى زهرة الفل؟ الإجابة بالطبع لا. لأن البيئة المحيطة سيئة ورديئة فهى تدمر الفطرة السليمة للنبات.. هكذا هو الإنسان فهو بفطرته نظيف يحب النظافة ولكن من الممكن من خلال البيئة المحيطة به أن تلوث تلك الفطرة وقد تدمر داخله كل القيم الجميلة.

من هنا نقول إننا بحاجة إلى تربية النفوس وتهذيبها من خلال التعليم..لقد فقد التعليم فى مصر مهمته الأساسية وهى التربية..التربية المبنية على أساس المبادئ والقيم الجميلة ونفس الأمر داخل الأسرة فلابد أن يتربى الأطفال على حب النظافة ويوم يحدث ذلك أى أن يتربى ويتعود الأفراد داخل المنزل وداخل المدرسة على النظافة سنجد النظافة فى الواقع وفى الشارع.. كل القذارة التى نلاحظها هى دليل قوى على فقدان القيمة داخل الأفراد وانعدام الإحساس بقيمة وجمال النظافة سواء فى المنزل أو فى الشارع. آن الأوان أن نعيد النظر فى تلك المسألة إعادة الذات إلى القيمة.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال  بأكاديمية الفنون