رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

رفض الشعب المصرى أن يُحكم من جماعة سرية حاولت إدارة البلاد من وراء المنابر، كانت جماعة الإخوان تحتفظ بخطط شريرة لهدم الدولة والبقاء فى السلطة للأبد.. كان الإخوان يسعون لإقامة دولة إسلامية، لا يعترفون بفكرة المواطنة، ولا يتعاملون مع الأقباط أو أصحاب الديانات الأخرى كشركاء فى الوطن.

الدولة فى مفهومهم تقوم على أساس عقائدى دينى، تقدم نفسها منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا كمشروع صدامى مع الدولة، ولا تقبل بأى حزب معارض لأنها تراه معادياً للإسلام، معتقدة أنها الأصلح للحكم.

عندما اكتشف المصريون بعد قفز الجماعة على السلطة أنها أخذت البلاد نحو الهاوية واجهوها برفض شعبى غير مسبوق واختاروا يوم 30 يونية للخلاص من الحكم الفاشى، وساند الجيش ثورة الشعب، وفرد له جسر النجاة الذى عبرت عليه الملايين ووصلت إلى شاطئ الأمان الذى مهدته خارطة الطريق يوم 3 يوليو عام 2013 بعد عام من حكم الجماعة التى اختزلت الدولة فى قطيع تعرض لعملية غسيل مخ من مشايخ الفتنة والضلال.

بعد 8 سنوات من قيام ثورة 30 يونية يذكرنا الرئيس السيسى أن قوى الإرهاب والتطرف والميليشيات لا تستطيع أن تقود الدولة، فهى غير مسئولة وغير مدركة لمتطلبات الدولة وغير منسجمة مع توجهاتها، ويشدد الرئيس خلال استقباله وزراء ومسئولى الإعلام العربى على إعلاء منطق ومفهوم الدولة الوطنية لتحقيق مصالح الشعوب، ويؤكد أن الانتصار دائمًا يكون لدولة المؤسسات على حساب كل فكر آخر يهدف لبث الفرقة والانقسام والفتنة بين أهل البلد الواحد.

ممارسة السياسة النظيفة التى تقوم على البناء لا الهدم وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأحد، والتى تعلى قيمة الدولة الوطنية ومؤسساتها وتتصدى للإرهاب، هى ثوابت الدولة المصرية، أو الجمهورية الجديدة التى بناها السيسى خلال 7 سنوات من حكمه بمعاونة وتلاحم الشعب والجيش والشرطة، بعد وقوفهم على قلب رجل واحد لاسقاط حكم الإخوان الإرهابى الذى حصر الدولة فى قبيلة تدين بالولاء الكامل للمرشد وتحفظ كلام شيوخ الفتنة والفتة الذين كان سيتحول الوطن على أيديهم إلى حفنة تراب، كما كان يشبهه أحد قادة الجماعة.

تحولت مصر فى السنوات السبع الماضية بعد أن امتلكت جيشا رشيدا يحمى ولا يعتدى، إلى دعامة رئيسية للأمن والاستقرار فى الوطن العربى بعد أن حققته فى الداخل وأصبح هدفها الأساسى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وعلى التضامن العربى كمنهج راسخ، وجعلت من ثوابتها عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وليس مجرد توجه مرحلى.

النجاح الذى حققته مصر كدولة مؤسسات تريد أن تراه يتحقق مع الدول العربية الشقيقة التى تواجه انقسامات وتدخلات خارجية تسعى إلى زرع الفتنة بين الفصائل المتصارعة على السلطة للسطو على خيراتها، فمصر تعتبر أن الأمن القومى العربى جزء من الأمن القومى المصرى، وأن أمن الدول العربية واستغلالها خط أحمر لا يجوز لأى قوة تجاوزه، ومن هنا دعا الرئيس السيسى بالنسبة للأزمة الليبية إلى إجراء الانتخابات الليبية فى مواعيدها المقررة لدعم إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى يتطلع إليها الشعب الليبى، كما دعا لتوحيد جهود المؤسسة العسكرية الليبية، وأشاد بالدور الذى تضطلع به لجنة «5+5» العسكرية للحفاظ على استقرار الأوضاع الداخلية.

ولم يكتف السيسى بتصريحاته لدعم ليبيا، فقد أوفد اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إلى العاصمة الليبية لتعزيز علاقات التعاون المشترك ودعم العملية السياسية والاستقرار فى ليبيا، وتأكيد وقوف الرئيس السيسى ومصر خلف الشعب الليبى الشقيق وحكومته التى تسعى إلى تحقيق الاستقرار فى ليبيا.

حاليا هناك تقارب شديد فى العلاقات بين الدول العربية بسبب جهود مصر فى احتواء القضايا الخلافية داخل البيت العربى والتوصل إلى تكتل عربى لمواجهة التدخلات الخارجية، كما تقدر مصر مساندة الأشقاء العرب لها فى كل ما يؤثر على أمنها القومى خاصة فى قضية سد النهضة التى تحاول فيها مصر الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم وعادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يضمن عدم إلحاق ضرر جسيم بالأمن المائى لمصر والسودان، وتحقيق متطلبات التنمية لإثيوبيا.

قريبًا وبفضل مصر يتحول الوطن العربى إلى جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، قوة العرب فى وحدتهم، ومصر تفتح ذراعيها لجميع الأشقاء لدعم الأمن القومى العربى وترسيخ أواصر الأخوة بين العالم العربى ومواجهة آفة الإرهاب التى تحاول السيطرة على البلدان العربية لتحويلها إلى الحكم الدينى الذى يرتفع فيه صوت التقية الذى يكذب كما يتنفس، ويؤدى إلى ضياع الأوطان والشعوب وانهيار الحضارات تحت دعاوى فاسدة ملغمة هدفها السيطرة على العقول حتى لا نرى الواقع الذى تحدده عقليات مغيبة تريد أن تحكم من تحت الأرض.