رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

بدا غاضباً مما فعله صديقه فى مدرسته!.. لم أفهم وقتها ماذا حدث بالضبط؟ كل ما أتذكره أنه أخبرنى بصوت حزين: «صديقى يتنمَّر عليَّ»!

انتابتنى حالة من الصمت لثوانٍ معدودات حتى أستوعب ماذا يقصد الطفل بالضبط من كلمة « تنمر»؟!.. وعندها فهمت ماذا حدث بالضبط، وأشفقت منذ ذلك الحين على جيل الألفية الجديدة، الذى يعيش ويتعايش فى عالم أكثر انفتاحاً، لكنه يبدو أكثر تأثراً مما شكى منه الطفل الصغير: التنمر!

.. وإذا كنت لا أميل إلى انتشار استخدام مصطلح» التنمر» فى مدارسنا، والذى يبدو غريباً على أبناء أجيال ما قبل الألفية، إلا أنه قد صار دارجاً بقوة فى الحديث عن مختلف أشكال الإيذاء النفسى والجسدى والإلكترونى فى حياة الأطفال والكبار فى عالم الألفية الجديدة!

بينما تتابع الأرقام المعلنة عالمياً قبل جائحة كورونا حول هذا المصطلح الذى لا نحبه، فإن الأمر يدعو حقاً للقلق، أضف إلى ذلك ما أوجدته الجائحة من كثافة استخدام الأطفال للأدوات والتطبيقات التكنولوجية تعليمياً وفى يومهم الاعتيادى خلال العام الدراسى الحالي!

فى تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بحسب بياناتها عن العام 2019م التى تم جمعها من نحو 144 دولة، فإن طالب واحد من بين كل ثلاثة طلاب يتعرضون للعنف والتنمر فى المدرسة مرة واحدة على الأقل شهرياً، كما أن طالبًا واحدا من كل 10 كان ضحية للتنمّر الإلكترونى.

59٪ من إجمالى تعداد سكان العالم يستخدمون الانترنت الآن.. 51٪ من سكان العالم مستخدمين نشطين لوسائل التواصل الاجتماعي!

60٪ من مستخدمى الإنترنت عايشوا أو تم استهدافهم بالتنمر أو المضايقة أو الإساءة إلكترونياً!

لقد أصبح عالمنا متصلاً ومتواصلاً أكثر من أى وقت مضى، ما يعنى أننا نحتاج إلى أن نكون أكثر إنسانية ولطفاً وعطفاً وقرباً من أطفالنا أكثر من أى وقت مضى، وأن نمنحهم الفرصة كاملة للتعبير عن أنفسهم والحديث إلينا بثقة وطمأنينة عن مستوى سعادتهم وجودة حياتهم، والتحديات والصعاب التى تواجههم.

يصادف اليوم الجمعة فعاليات اليوم العالمى لمكافحة التنمر الإلكترونى. الملايين حول العالم يعملون من أجل ضمان حصول الجميع على فرصة متكافئة لاستخدام التكنولوجيا والقدرة على التعلم والتواصل والتعبير عن أنفسهم بثقة دون خوف.

ومع كل ما تحمله الأرقام من مؤشرات حول آثار جانبية ناجمة عن توغل التكنولوجيا فى حياتنا، إلا أنها تؤكد ضرورة أن ننتبه أكثر من أى وقت مضى إلى تأثيراتها على جودة حياتنا وجودة حياة أطفالنا!

انتباهٌ يتطلب إطلاق مبادرات متكاملة تنطلق من استراتيجية وطنية واضحة بما يواكب احتياجات الطلبة وتحديات الوقت الراهن، وتتبناها مدارسنا وكل المعنيين من أفراد ومؤسسات بالصحة النفسية لطلبتنا وللمجتمع، مع الاحتفال بالسلوك الإيجابى فى مجتمعنا، لاسيما عبر الفضاء الرقمى الذى بات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا كأفراد.

نبدأ من الأول.

[email protected]