رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

ــ الفكرة نور كالكلمة..تزيل الغمة.. تكافح قبح سلوكيات العامة.. تمامًا مثل الشمعة تقاوم العتمة. هذا يكشف معنى أن تنبت فينا أفكارًا مبتكرة «خارج الصندوق». كان غريبًا ومنفرًا فى آن واحد أن يأتى بعض سكان الحى الذى تقع فى نطاقه أكاديمية الفنون بالهرم - قبل «ميت فل»- بتصرفات لا تليق.. لا بالحياة، ولا بالفن ولا بالإنسانية ولا بالجمال! الذين فعلوا ذلك تهيأوا لئلا ينظروا فى المرأة.. الضمير.. حتى يمارسوا أفعالهم القبيحة فى غيابه.. وفى خلسة من فطرة ذوقهم العام وحسهم الإنسانى! ارتكبوا نفس الجريمة التى يرتكبها المهاجرون إلى الأرياف الآن! تمامًا.. وكأن هؤلاء وأولئك «غششوا» بعضهم البعض كل هذا القبح!

ــ «ميت فل» على أكاديمية الفنون ومعهد كونسرفتوار ونقابة المهن التمثيلية، التى قاومت القبح بالجمال و.. بـ«ميت فل».. أو نقول ميت فل وعشرة عليهم.. لأن الأغنية التى حملت هذا الاسم، والتى أعدها وألفها وغناها ولحنها أساتذة الموسيقى بالكونسرفتوار، وشاركهم الغناء فيها مطربون وممثلون معروفون، وكان وراءها نقيب المهن التمثيلية.. كانت فعلا فكرة خارج الصندوق تقاوم القبح الإنسانى والحضارى بفعل حضارى مختلف يليق بأساتذة الفن.. هكذا تصرف الفنان اشرف زكى وزملاؤه وطلابه بالأكاديمية والمعهد، وأكثر من هذا.. فلم يكتفوا بالغناء لمكافحة «قبح القمامة» الذى يؤذى محيط الأكاديمية والطريق المؤدى إليها، وإنما تحلقوا أمام أبوابها، ليواجهوا السكان فى هذا الشارع الذى تقع به ومحيطها، رافعين لافتات تحرضهم على التوقف ونبذ القبح واحترام الذوق العام والآدمية والامتناع عن سلوك عدوانى فاجر، يتمثل فى إلقاء «أكياس القمامة» من اعلى البنايات السكنية التى يقطنونها.. والتى تتناثر أشلاؤها مخلفةً أثرًا أسوأ من نثر الدم على الطرقات..ومن خروج الأشلاء الآدمية للبشر وكأنها هرست تحت جنزير مدرعة حربية.

ــ تشاطرت الإعجاب والفرح بالفكرة، مع الزميلة لميس الحديدى التى قدمت تقريرًا مصورًا عما جرى فى برنامجها الجديد «كلمة أخيرة».. نفس رنة الفرح فى صوتها أدركتها بداخلى وهى تحاور المشاركين من الأطفال والأساتذة.. لكن الفرحة التى ملأتنى سرعان ما تبددت.فقد تذكرت للتو ما ذكره لى كاتب صديق.. عن أنه يفزع من نومه كل ليلة على أصوات إلقاء أكياس القمامة من أعلى المنازل فى قريته، لتستقر أحشاؤها المتناثرة المبقورة كبطون الأبقار أمام منزله، فتزكم روائحها العفنة أنوف أهل البيت. الأقاليم والأرياف تحديدًا تفتقر إلى صناديق قمامة لجمع المخلفات المنزلية، ولأن الأهالى يؤسسون شركات صغيرة تتولى المهمة مقابل مبالغ مالية، فإن الممتنعين عن الدفع يلقون مخلفاتهم فى الهزيع الأخير من الليل «ولا من شاف ولا من دري»..وربما كانوا يفعلون ذلك بعد أن يصلوا الفجر خلف الإمام، الذى ربما حثهم على رفع الأذى عن الطريق. وعلى توخى النظافة العامة باعتبارها من الإيمان!

ــ ليس هذا من عادة سكان القرى، ولكنها أفعال يأتيها المهاجرون القادمون من العشوائيات، ممن لا يعتبرون أنفسهم «أهل بيت».. ولذلك لا يمكن مواجهتهم بأشرف زكى ونخبته.. بل بالقانون وعصاه الغليظة وبتوفير صناديق القمامة!