عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

هو.. هو صفوت حجازى بغباوته الذى تحول من داعية فى زمن الإخوان، وأصبح من دراويش محمد مرسى، وهتف وراءه: بالروح بالدم نفديك يا عياط، وقال عبارته الدموية: «اللى يرش مرسى بالماء نرشه بالدم»، الذى تغير فى صفوت بعد سقوط دولة الإخوان هو اسمه، حيث كشفت ملفات قضية فض اعتصام رابعة، عن أن اسمه فى بطاقة الرقم القومى هو «صفوة» بالتاء المربوطة وليس «صفوت» بالتاء المفتوحة، ويمكن هذا الاسم الأقرب إلى الأنثى يتناسب مع حاله عندما تم القبض عليه متنكرًا فى ملاية ملف، ومقلدًا مرشد الجماعة محمد بديع.

وهو.. هو محمد البلتاجى القيادى الإخوانى النائب البرلمانى الأسبق الذى كان يحلم بأن يكون حكمدار الداخلية أو مفتشها العام، أو الوصى على الأمن الوطنى فى حكومة الإرهاب، وقال قبل القبض عليه بعد سقوط حكم الجماعة: إن ما يحدث فى سيناء ويقصد الإرهاب سيتوقف فورًا بعد عودة مرسى إلى القصر.

لا عاد مرسى إلى السلطة، ولا تحقق حلم البلتاجى فى أن يكون قائد الداخلية، ولا تحقق حلم صفوت حجازى فى أن يكون الآنسة «صفوة» ولا بديع خدمته الملاية اللف، ولكن الذى حدث بعد قيام ثورة 30 يونيه أن هؤلاء وأكثر من 300 إرهابى اقتص منهم القضاء العادل جراء الجرائم الإرهابية التى ارتكبوها فى حق الوطن، والقصاص للدماء البريئة التى سالت من أبناء القوات المسلحة والشرطة وهم يفتدون بأرواحهم الشعب المصرى والأرض والعرض، عندما احتل الإخوان منطقة رابعة العدوية التابعة لقسم شرطة مدينة نصر، وحولوها إلى معسكر إرهابى وتحصنوا خلف الأطفال الذين قدموهم كبش فداء، ووسط معدات قتالية متطورة دخلت الميدان ليلاً ورفضوا مغادرة الميدان رغم استخدام كافة الإجراءات الإنسانية والسلمية معهم. دبر الإخوان تجمهرًا بمحيط ميدان رابعة لتكدير السلم والأمن العام، وتعريضه للخطر بغرض الترويع والتخويف وإلقاء الرعب بين الناس، وتعريض حياتهم وحرياتهم وأمنهم للخطر، وارتكبوا جرائم الاعتداء على الأشخاص وأموال من يرتاد محيط تجمهرهم أو يخترقه من المعارضين لانتمائهم السياسى، كما ارتكبت جماعة الإخوان فى «رابعة» جرائم مهاجمة طائفة من السكان من مرتادى محيط الميدان، وقاوموا بالسلاح رجال السلطة العامة تنفيذًا لغرض إرهابى.

وفى صباح 14 أغسطس 2013 قامت مأمورية من وزارة الداخلية مدعومة بقوات الأمن لفض اعتصام رابعة، وأطلقت القوات تحذيرات الفض المتبعة دوليًا، وبدأت التحذيرات بمكبرات الصوت لإتاحة الفرصة للمعتصمين لمغادرة مكان الاعتصام بعد قيام قوات الأمن بتوفير ممرات آمنة للخروج، والتعهد بعدم ملاحقتهم، ولكن الإرهابيين المعتصمين فى رابعة أطلقوا الرصاص وسقط أول شهيد لرجال الشرطة فى عملية الفض، وانهال بعده وابل من الرصاص مستهدفًا رجال الشرطة، مما دعا القوات لتحريك المعدات لاستهداف العناصر الإرهابية.

انتصرت إرادة الوطن وانفض مولد رابعة وتم القبض على المتورطين فى الاعتصام والمحرضين على قتل رجال الشرطة، وبعد 8 سنوات من تداول القضية أمام المحاكم أسدلت محكمة النقض أمس الأول الستار عليها بحكم نهائى بات غير قابل للطعن مرة أخرى بتأييد إعدام 12 إرهابيًا منهم صفوت والبلتاجى وعبدالرحمن البر مفتى الإرهاب وخففت المحكمة حكم الإعدام الذى أصدرته محكمة الجنايات على 31 متهمًا من بينهم بديع مرشد الإرهاب، وتأييد الأحكام بالسجن 10 سنوات لـ23 متهمًا بينهم أسامة مرسى نجل زعيم العصابة الإرهابية والسجن 15 عامًا لـ374 متهمًا.

إغلاق ملف هذه القضية الخطيرة بعد مرور 8 سنوات يؤكد أن المتهمين الإرهابيين خضعوا لمحاكمات قانونية عادلة كفلت لهم ضمانات الدفاع عن النفس، واستفادوا من جميع مراحل التقاضى حتى آخر درجة وهى النقض، وأن العقوبات التى صدرت ضدهم صدرت بأحكام قضائية بناء على قانون، وتمت محاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعى، ما يؤكد أن حقوق الإنسان الإرهابى الذى يتم القبض عليه أو يقوم بتسليم نفسه محفوظة، والذى يواجه ويرفع السلاح فى وجه الوطن وحراسه ويمارس عملاً إرهابيًا إذا تم قتله فهذا حق الدفاع عن التراب وعن الشعب والعرض.

القضاء المصرى عادل ونزيه، لم يكن انفعاليًا فى أحكامه رغم بشاعة الجرم الذى ارتكبه الإرهابيون، وأعطى للمتهمين كافة الفرص المتاحة لأى متهم عادى فى الطعن على الحكم رغم ثبوت الجرائم عليهم.

لا شك أن الحكم الذى صدر أمس الأول ضد عصابة المرشد من أعلى محكمة أثلج صدور أسر أهالى الشهداء، كما أكد وعد الرئيس السيسى بأن مصر مبتسبش حق ولادها، كما جدد الحكم فخر أسر الشهداء بأن أبناءهم فى منزلة مرتفعة وسيظلون مصدر عزة وفخر لأسرهم ولكل مصرى، وكما نال الإرهابيون عقابهم فى الدنيا، فإنهم ينتظرون عذابهم فى الآخرة على قيامهم بسفك الدماء البريئة وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق والخروج على الحاكم وترويع الآمنين.

عاش القضاء المصرى الذى لا يفرق بين متهم وآخر، ويؤكد أن ميزان العدالة لا يهتز، وأن القصاص العادل هو الذى يتصدر شعار استقلال القضاء.