رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى لرؤساء المحاكم الدستورية الإفريقية أن مصر حاربت الإرهاب بالتوازى مع جهود التنمية الشاملة، وهذا ما يؤكد أن القوات المسلحة المصرية تحولت بعد 30 يونيه إلى يد تبنى ويد تحمل السلاح حتى تحققت الإنجازات التى يفخر بها المصريون، وأشادت بها المؤسسات الدولية فى 7 سنوات فقط، كما تم تجفيف منابع الإرهاب.

بعد سقوط حكم الإخوان بقرار الشعب ومساندة الجيش اتجه الإخوان إلى الإرهاب لاستكمال مخططهم فى إسقاط الوطن، فلم تكن رغبة الإخوان فى حكم مصر إلا لتسليمها للأجهزة التى كانت تشرف على عملية تقسيم الوطن العربى وتحويل كل دوله إلى دويلات صغيرة متناحرة بعد زرع الفتنة بين أطياف الشعب. الإخوان والجهات التى تولت عملية تمويل العمليات الإرهابية زرعوا سيناء بالعناصر الإرهابية وأحدث الأسلحة القتالية التى تؤكد أن هناك مؤامرة دولية ضد مصر تنفذها جماعة الإخوان والحركات المشتقة منها، ودخلت هذه العناصر مع الأسلحة خلال فترة تولى الجماعة السلطة، ما يؤكد أنه كانت لديهم خطة بديلة إذا فشلوا فى الحكم وهى السيطرة على سيناء، ولكن الجيش المصرى الذى أنقذ الشعب من الحكم الفاشى رفض بسط الجماعة الإرهابية يدها على أى شبر من أرض الفيروز، ووصل إلى جميع الأوكار التى تحصنوا فيها ودمرها بالكامل، وقضى على حلم العصابة الإخوانية فى أن يكون لها وطن مستقل تديره خارج السلطة الرسمية للدولة.

طال الإرهاب واكتشفت مصر أنها لا تحارب جماعة إرهابية، وإنما تحارب الإرهاب نيابة عن العالم وليس فى أرضها فقط، ودعت المجتمع الدولى إلى القيام بواجبه لاستئصال هذه الآفة من العالم حتى يعم الأمن والاستقرار وعندما لم يستجب المجتمع الدولى لنداء مصر، قررت خوض المعركة مع الإرهاب بمفردها استشعاراً منها لخطورته ليس على الأمن الداخلى ولكن على أمن كل مكان فى العالم.

وفى الوقت الذى كانت فيه مصر من خلال قواتها المسلحة تحارب الإرهاب فى سيناء كانت تبنى المشروعات العملاقة لمد جسر التنمية إلى كل المحافظات والنجوع والقرى، وكانت تجرى إصلاحاً اقتصادياً تحدثت عنه المؤسسات الاقتصادية الكبرى وطلبت نقل تجربة مصر للدول الأخرى.

عانى الاقتصاد المصرى خلال هذه الفترة من أزمة الإرهاب كما واجه أزمة كورونا، لكن إصرار القيادة السياسية على تحقيق حلم الدولة القوية التى وعدت بها المصريين لم يضعف، واستمرت عملية البناء مع مواجهة الإرهاب ونجحت مصر فى الاثنين، ارتفع البناء، وسقط الإرهاب، وتم تجفيف منابعه، وأخمدت مصر النار المصطنعة التى أشعلها الإخوان من خلال الشائعات التى أطلقوها لإحباط المصريين، بعد أن سخروا من الإنجازات، مرة ينتقدون الاستثمار فى الحجر، ومرة يتساءلون وماذا استفاد البشر، ووسط هذا الهذيان من الحاقدين أقامت مصر آلاف المشروعات الضخمة، التى نتجت عنها طفرة كبيرة فى الاستثمار وتوفير السلع الضرورية بأسعار مناسبة، وحل أزمة المرور التى كانت تمثل عقبة كبيرة أمام الاستثمار والبشر فى حياتهم اليومية، وتم حل أزمة العشوائيات ومنح آلاف الأسر مساكن آدمية، ووصل الدعم إلى مستحقيه، وتوافرت السلع التموينية بالأسواق، واستقرت أحوال الكهرباء والمياه بعد القطع المتكرر الذى كان يحدث فى عهد الجماعة وانخفض مستوى الفقر، وزاد الدخل، ووصلت التنمية إلى كل مواطن سواء الذى يعمل فى وظيفة دائمة أو يعمل بشكل مؤقت، وأصبح المصريون آمنين على حياتهم ومطمئنين على أولادهم ووقفت القوات المسلحة المصرية شامخة بعد أن تحولت إلى درع وسيف، تحمى المواطنين وتبتر كل من يهدد حياتهم.

محاربة الإرهاب ليست نزهة، ولم تكن سهلة، دفع فيها بعض أبناء الشعب من القوات المسلحة والشرطة حياتهم، وسالت دماؤهم، وتيتم أطفالهم، وترملت نساؤهم، وثكلت أمهاتهم، ولكنهم استشهدوا وهم متيقنون أنهم ضحوا من أجل أن يعيش الشعب، وهذا يساوى الكثير عندهم، وافتدوا تراب الوطن ليحموا التراب الذى يساوى العرض، استشهد الأبطال لتعيش ضحكة مصر، ويرتفع البناء وتصل المحروسة إلى المكانة التى يستحقها، دماء الشهداء لم تذهب هدراً، وحلم زعيم مصر فى إقامة الدولة القوية تحقق، وأسر الشهداء فى رعاية الوطن من القائد إلى المواطن العادى.

ضحكة مصر جلجلت، وامتدت إلى الوطن العربى تمده بخبراتها، وتدافع عنه كجزء من أمنها القومى، وتضع الخطوط الحمراء أمام أى طامع فى ثروات الأشقاء، خدمات القوات المسلحة لا تتوقف عند مكافحة الإرهاب ولكنها امتدت إلى المشروعات العملاقة لضمان الجودة والإتقان.

أصبح لمصر جيش قوى واقتصاد قادر على الوقوف أمام نائبات الزمن، ومفاجآت القدر، كصموده أمام جائحة كورونا التى قضت على الأخضر واليابس فى اقتصادات بعض الدول، ولكن مصر استخدمت الإصلاح الاقتصادى صدادة لأى أزمات.

صدق الرئيس، وصدقت تعهداته للمصريين، وشعرنا بالفخر وهو يعرض تجربة مصر على الأشقاء الأفارقة، وهى تجربة ثرية بالإنجازات، ويعلن استعداده لتحقيقها فى أى دولة إفريقية.

الإرهاب لن يستطيع أن يترك بصمة على وجه مصر، ولكن الأبطال لقنوا الجماعة الإرهابية درساً لن تستطيع نسيانه. كما قدمت للعالم نموذجاً للسلام باعتبارها دولة سلام ليست معتدية، لكنها تستطيع أن تصد أى قلم يوجه إليها بل ترده ألف قلم.

فعلاً مصر مصنع التنمية لإفريقيا، ومصدر الاستقرار لجميع أشقائها.