عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تاريخ جماعة الإخوان فى مرحلة نشأتها وجذورها كان غامضًا، ويثير العديد من التساؤلات والشبهات بناء على الأحداث المتعاقبة التى كانت تكشف لنا من واقعة لأخرى أن هذه الجماعة كانت تظهر بوجه وتصدمنا لاحقًا بوجهها الآخر، وكانت أول وأخطر أكاذيب الجماعة منذ إعلان تأسيسها هى تأكيدات المرشد والمؤسس حسن البنا على عدم علاقتها بالشأن السياسى، وإنكاره وجود أى مساع لتسييس الجماعة، فى حين كانت المؤشرات المتلاحقة تعطى دلالات واضحة على أن التنظيم لديه أهداف ومخطط سياسى منذ الانطلاقة.

وهذا ما حدث لاحقًا عند إعلان البنا بدء النشاط السياسى للتنظيم عام ١٩٣٨ بعد ١٠ سنوات من التأسيس، وتلا ذلك الكثير من الأحداث المفزعة، من بينها اكتشاف حقيقة التنظيم السرى للجماعة الذى نفذ سلسلة من المؤامرات والاغتيالات فى عهد مؤسسها ضد قادة السلطات المصرية، بدلًا من مكافحة قوى الاستعمار الأجنبى الذى نددت به الجماعة علنا، ثم عقدت معهم الصفقات الخفية بطرق مباشرة وغير مباشرة، فأصبح الثابت وفقًا لتسلسل الأحداث التاريخية أن هذه الجماعة هى عالم يختلف ظاهره عن باطنه، بل تجمعهم قواسم وصفات مشتركة مع الجماعات الصهيونية، من حيث العلاقات السرية والتخطيط للهدم والتدمير والخراب.

كما تأسست منظومتها على الطبقية بين قيادات التنظيم، ومبدأ الطاعة العمياء بين القادة ومن بعدهم الأتباع، الذين انضموا إليهم من منطلق تدينهم الفطرى وانجذابهم نحو الخطب العصماء والشعارات الدينية، التى أوهمتهم بأنهم رسل الله لتحقيق السعادة فى الدنيا والجنة فى الآخرة، ليتحول هؤلاء الأتباع إلى وقود للمعارك التى يشعلها قادة التنظيم طمعًا فى السلطة ومن يقف وراءهم من خلف الستار، من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية والمنظمات الماسونية التى تغلغلت فى العالم العربى والإسلامى منذ القرن الـ١٨ فى العلن والخفاء، ثم اكتشفت حقيقتها بعد مضى سنوات وعقود من استضافتها واستقطابها الكثير من الشخصيات السياسية والعامة، وتوظيفهم لتحقيق أهدافها الهدامة، وعلى رأسهم أهم الشخصيات فى تاريخ جماعة الإخوان.

أسلط الضوء هنا على محطات وأحداث مهمة فى تاريخ الجماعة، من منظور يراعى التطورات التى طرأت مع الزمن، خاصة بعد تصنيف الجماعة فى العديد من دول العالم باعتبارها كيانًا إرهابيا، وهو ما دفعنى للعودة والبحث فى الجذور وإعادة قراءة الأحداث التاريخية مجددًا، وربطها تسلسليًا منذ نشأة التنظيم إلى الحقبة التى نعيشها اليوم، وذلك لأن النهايات موصولة بالبدايات.

أهدف من ذلك إلى توضيح الحقائق للأجيال الحديثة التى نشأت فى العقد الأخير من القرن الماضى ومطلع الألفية الثالثة وكل من لم يتسن له الاطلاع على هذه المعلومات التى توضح الكثير من الحقائق الغائبة والملتبسة والأسباب التى أفضت إلى الفتن والخلافات التى نعيشها اليوم، منذ فوضى ما سمى بثورات الربيع العربى وعودة ظهور الإخوان على الساحة السياسية من جديد ثم سقوطهم فى وقت قياسى، وما تبع ذلك من تنامى فى أنشطة الجماعات المتطرفة والإرهابية وكل ما أخرجته لنا الإخوانية من رحمها الفاسد من شتى أصناف الجماعات التكفيرية، التى باتت توظف التطور التقنى الهائل والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعى لإعادة بث سمومها الفكرية وتضليل الرأى العام من خلال إعادة إنتاج وتناسل أفكارها القديمة (إحياء دولة الخلافة)، والعمل مجددًا على هدم كل معالم ومظاهر المدنية ومواكبة العصر والتطور وقيمها النبيلة باعتبارها من مفاسد الإمبريالية ومخلفات الاستعمار الكافر، تمامًا كما فعلت فى حقبتها الأولى وعقود خلت. وسنتناول هذه القضية بمزيد من التفصيل فى سلسلة قادمة.

[email protected]