رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنه نيتنياهو الذى ينظر إليه الكثيرون على أنه ظاهرة أمريكية إسرائيلية عابرة ليس له التاريخ السياسى لـ«بن جوريون» و«جولدا مائير»، وليس لديه التاريخ العسكرى لكل من «رابين» و«دايان». ولكن حركة التاريخ أقوى من أية عراقيل. إنه «النتن» أو (عطية الله) وفقا للترجمة العبرية. جاء بالاستيطان وتكثيفه فى الأراضى الفلسطينية، وجاء بالهيمنة الكاملة على القدس وكأنها عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل. جاء بسياسات القمع ضد الفلسطينيين بدلاً من أن يشرع فى حل المشكلات. بدأ بعملية عكسية لما سار عليه «رابين» و«بيريز»، كل ما سيطر وهيمن عليه هو تفرده بالسلطة، فهو عاشق لها ومتيم بها، ولذا كان من الطبيعى أن يبذل المحاولات الحثيثة لإسقاط الائتلاف الحكومى الجديد الذى جاء ليضع نهاية لهذا النزق الذى ظل يشغل منصب رئيس الوزراء على مدى اثنى عشر عامًا.

أما ما شجع «النتن» فى محاولاته هذه فهو الشكوك التى أثيرت حول قدرة الائتلاف الجديد على البقاء فى ظل التناقضات الموجودة بين مكوناته. ففى ظل الائتلاف الجديد بموجب اتفاق التناوب بين أطرافه سيشغل رئيس حزب (يمينا) اليمينى «نفتال بينيت» منصب رئيس الوزراء أولًا قبل أن يخلفه «يائير لابيد» زعيم حزب (هناك مستقبل). 

غير أنه ومهما كانت تداعيات الأزمة الحالية على «نيتنياهو» بعد أن حلت محله حكومة بديلة فسيسعى «النتن» إلى ضمان بقائه فى رئاسة حزب «الليكود». وفى الوقت نفسه لن يألو جهدًا من أجل إسقاط الحكومة الجديدة مستغلًا التناقضات الداخلية الكثيرة فيها بين يسار ويمين ومحافظين وليبراليين، فلا يوجد فى واقع الأمر قاسم مشترك بين أطرافها. وهو ما راهن عليه النتن لإسقاطها ولكن حال دون ذلك إجماع الأحزاب الثمانية التى تضمها على استقرار الائتلاف وتأمينه.

بالنسبة لواقع الأوضاع وانعكاساتها على الفلسطينيين فإن مواقف زعماء الائتلاف الجدد تتناغم مع مواقف النتن فى حشد العداء ضد العرب. أى أن رحيل النتن عن السلطة لن يغير مسار السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. ولا أدل على ذلك مما قاله «نفتال بينيت» عندما افتخر شخصيًا بقتله عددًا كبيرًا من الفلسطينيين بل أنه أعرب عن أمله واستعداده لقتل المزيد منهم فى قادم الأيام. وعلى الرغم من توقعات البعض بحدوث زلزال فى الثقافة السياسية السائدة فى إسرائيل بعد رحيل «بنیامین نيتنياهو»، والتوقعات التى سرت بأن يكون رحيله خطوة نحو إنهاء حصار إسرائيل الضارى لملايين الفلسطينيين إلا أن التفاعلات الحادثة اليوم لا تشير إلى ذلك، ومن ثم سيبقى الحال بعده على ما هو عليه بالنسبة لسياسة الحشد ضد الفلسطينيين وجعلهم نقطة الارتكاز فى صراع أبدى، وكيف أنه نجح فى شطب بند مفاوضات السلام لينهى بذلك ما أطلقوا عليه كابوس الأرض مقابل السلام وهو نفس المنطق الذى تبناه «النتن» وروج له و رسخه بدرجة كبيرة فى الوعى الوطنى الصهيوني، وهو ما يمكن أن يكون اليوم إرثه الأكبر ديمومة، وهو ما يشكل علامة على أن الفلسطينيين بعيدون حتى الآن وغير مرئيين فى السياسة الإسرائيلية، فهذا هو الوضع الذى تبناه نيتنياهو واستمرأه كل سياسى فى الكيان الصهيونى وسيظل نبراسًا للجميع.....