عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

الدور الكبير الذى تلعبه مصر حالياً فى حل القضية الفلسطينية، يشار إليه بالبنان. وهذا يعطى الأمل فعلياً لحل هذه القضية التى استمرت على مدار عدة عقود، لقد بات فعلاً من حقنا أن نصحو على خبر الاتفاق على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية. فالظروف والملابسات الحالية تبشر بخير، بعدما اعتدنا منذ احتلال فلسطين أن يتم شغل العالم العربى بأمور أخرى تتسبب فى عرقلة أية مفاوضات حتى تظل الأوضاع كما هى دون تحريك، فمثلاً تم شغلنا بعودة اللاجئين لسنوات، ومرة أخرى بمحاولة تخريب المسجد الأقصى كما هو حادث الآن، وثالثة ببناء المستوطنات، وهكذا تظل المفاوضات حول إقامة الدولتين «محلك سر»!!

بهدوء شديد هل الأطراف الحالية على الساحة السياسية الإسرائيلية والفلسطينية لديها القدرة على تنفيذ حل الدولتين؟!.. ثم هل هذه القيادات بمقدورها الوصول إلى حل فى ظل فرقة شديدة بين التيارات الفلسطينية المختلفة، التى لا تتفق على رأى واحد حتى الآن، ثم هل نحلم بأن يتم لم الشمل الفلسطينى الآن خاصة بعد قيام القاهرة بدور مهم فى هذا الشأن؟!.. هل من الممكن أن نحلم بوجود اتفاق يجعل الجميع على قلب رجل واحد من أجل حل القضية الفلسطينية؟

طبعاً، لدىّ أمل فى هذا، لكن الواقع والعقول سواء كانت الإسرائيلية أو الفلسطينية لا تبشر بأى خير على الإطلاق.. فنحن بحاجة إلى أجيال جديدة لديها فكر مختلف يتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل مختلف.. ولنا أن نتصور أن تصريحات المسئولين الفلسطينيين منذ عشرين أو ثلاثين عاماً لا تختلف عن تصريحاتهم الحالية.

نحن بحاجة إلى فكر مختلف ورأى موحد، يقنع بالدرجة الأولى الغرب والولايات المتحدة بانتزاع الحقوق العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية.. هذا هو الحلم الذى يجب أن يتحقق بعيداً عن فكر ورأى كل القيادات الفلسطينية التى لا تعرف سوى التناحر والفرقة، سواء كان ذلك من تدبير إسرائيلى أو من أنفسهم!! والحل هو فكر جديد يستطيع إقناع الغرب.

والمهم أيضاً أن تهب الأمة العربية انتصاراً للمسجد الأقصى، فإسرائيل تقوم حالياً بارتكاب أكبر جريمة حرب فى التاريخ البشرى ضد الحرم القدسى... إن الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد، وهى الحرم المكى والقدس ومسجد رسول الله «صلى الله عليه وسلم». . المسجد الأقصى له قدسية خاصة لدى المسلمين وهو الذى قال فيه الله تعالى فى قصة الإسراء والمعراج.. «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ».  الآن ترتكب إسرائيل جرائم بشعة فى حق الأقصى، والجميع مع عظيم الأسف يكتفى بالشجب والإدانة وما شابه ذلك.

صحيح أن الأمة العربية مشغولة بهمومها بسبب المخططات الغربية الأمريكية، وحالة التقسيم التى تصر على القيام بها الولايات المتحدة، وخلق أعداد من الإرهابيين يشغلون بهم الأمة العربية كما هى الحال فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، ومساعدة الإخوان للعب فى مصر، إلا أنه من توفيق الله علينا نحن المصريين أن مصر عصية على كل المخططات والمؤامرات التى يحوكها الغرب وأمريكا، ونجحت هذه المخططات فى دول عربية أخرى، ما زالت تواجه الأمرين فى سبيل الخروج من هذا الكابوس، وهو متعمد من أجل إلهاء الأمة العربية بهذا الأمر حتى تتمكن إسرائيل من القيام بجرائمها الآن.

تصرفات إسرائيل فى هذا التوقيت، جاءت ضمن المخطط الغربى الأمريكى الذى يهدف إلى تفتيت الأمة العربية، فى مقابل توفير الأمن والاستقرار لإسرائيل، ولتشارك بدور إجرامى من أجل تنفيذ هذا المخطط.. ففى الوقت الذى ينشغل فيه العرب بقضاياهم الداخلية، وهروب الأدوات التى صنعتها أمريكا، تقوم إسرائيل بأعمالها الإجرامية، وهذه المرة بدأت بالمسجد الأقصى المبارك، بهدف تقسيمه أسوة بما يراد للأمة العربية من تقسيم وتفتيت.

يبقى على الأمة العربية أن تكون على قلب رجل واحد لمواجهة هذه المخططات الشيطانية سواء من الغرب وأمريكا أو من إسرائيل.. ولا حل آخر غير التكاتف الشديد فيما بين الأمة العربية لوقف هذه الحرب الإجرامية الشيطانية التى يقوم بها جنود الاحتلال الإسرائيلى ضد الأقصى الذى يعد رمزاً للأمتين العربية والإسلامية. وأى حلول أخرى لا يمكن أن تجدى، فلا الشجب أو الاستنكار ينفع فى هذه الظروف الآن، بل التكاتف الشديد بين الأمة العربية هو الوحيد القادر على ردع كل الأفعال الإجرامية الإسرائيلية.

وهذا ما ركزت عليه مصر مؤخراً وقيامها بدور فعال ونشط من أجل استئناف مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.