رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بمحطة إذاعية واحدة قادت مصر العالم العربى من القاهرة عبر « صوت العرب»، وكان مؤشر الراديو فى بيت كل عربى لا يتحرك من على هذه المحطة، ولا ينصت أحد فى العالم العربى إلا لصوت مصر القادم من «صوت العرب».. ولم ينصرف العرب عنها لظهور إذاعات أخرى منافسة، أو لظهور التليفزيون ولكنهم انصرفوا عندما غابت المصداقية!

وليس جديدًا إذا قلنا إن الإعلام يحكم العالم، والدول الكبرى تسيطر على الدول الصغرى بالإعلام.. ورؤساء أكبر دول العالم يتحكمون فى شعوبهم ويصدّرون سياساتهم إلى الدول الأخرى بالإعلام.. وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، كان يسيطر على مناصريه بالإعلام.. وأراد أن يحكم العالم بالإعلام، وعندما بحث المنافسون له عن وسيلة لمنعه لم يجدوا أفضل من إغلاق صفحاته الشخصية على تويتر والفيسبوك لقطع تواصله مع أنصاره، ومع العالم..!

ومصر أكبر من أن تتوارى خجلًا فى مجال الإعلام، خلف دول أصغر منها بكثير، كادت فى فترة من الفترات أن تنجح هذه الدول فى قيادة الشارع المصرى، وتوجيهه حسبما تريد، بينما إعلامنا يعجز عن الدفاع عن سياسات الدولة، وعن المواطن المصرى من الافكار المعادية ضده.. ولا شك أن إعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مؤخرا، عن إطلاق قناة إخبارية مصرية حديثة، تعتمد على أحدث نظم التقنية العالمية، لتقديم رؤية مصر الإقليمية والمحلية، من الأخبار المهمة لكل مصرى.. وشخصيًا عشت سنوات خارج مصر، وأعرف، كصحفى، أهمية وضرورة وجود قناة مصرية منافسة بقوة فى الفضاء الإعلامى العربى، خاصة فى ظل انتشار القنوات الإخبارية الفضائية الموجهة، التى لا تكتفى بالسيطرة ولكن بالتأثير المباشر على الشعوب العربية ومزاجها العام، بما يشبه عمليات غسيل الدماغ الشاملة!

ولا أحد يستطيع أن ينكر القدرة المصرية على استحداث قناة إخبارية مؤثرة، وذلك فى ظل امتلاك الكوادر والكفاءات والامكانيات الإعلامية التى بدون مبالغة هى التى كانت وراء أجهزة الاعلام فى كل الدول العربية بلا استثناء، وأن مصر تمتلك أرشيفًا تاريخيًّا، صوتًا وصورة، لكل الاحداث العربية والعالمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بما فى ذلك الاعمال الفنية السينمائية والغنائية ومن أبرزها حفلات أم كلثوم.. لا نبالغ كذلك إذا قلنا إن كل القنوات الفضائية العربية ظهرت وانتشرت وأثرت على كل عربى من خلال هذا الأرشيف فقط.. فكيف لا يكون لدينا قناة مصرية بنفس الحجم والتأثير، ونحن أصلا صناع وأصحاب أرشيف الذاكرة العربية كلها الموجود فى ماسبيرو، وفى كل مؤسسات الدولة؟!

إن خبر القناة الإخبارية ممكن أن يتحقق.. وإن العرب، عن معرفة حقيقية وخبرة واقعية، مازالوا يثقون فى كل ما هو مصرى.. المهم أن تكون مصريًّا باحترافية ومهنية.. ومصداقية!

[email protected]