رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

من السهل أن تكتب فى السياسة أو تحلل الأحداث لكن ليس سهلًا أبدًا أن تحظى بثقة القراء أو تجبرهم على أن يتابعوا ما تكتب أو يقتنعوا بما تطرح من أفكار أو تقدم من رؤى، والدكتور أحمد يوسف أحمد واحد من هؤلاء الذين إذا كتبوا كان لكتاباتهم خصوصية ولتحليلاتهم عمق ولأفكارهم أرضية تستند إليها، لا مزايدة فيها ولا تزيد، فزاوية الرؤية عنده دائمًا واضحة لا انحراف فيها عن بوصلة الوطن.

الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قد يقف البعض عند منصبه السابق كمدير لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أو كونه كان رئيسًا لقسم العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة صنعاء، أو العضو السابق بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، ورئيس اللجنة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية وسبق له أن ترأس مكتب المركز فى القاهرة، أو بوصفه عضوا بالعديد من الهيئات الاستشارية للدوريات المصرية والعربية، وكذلك بمركز الدراسات الاستراتيچية بمكتبة الإسكندرية، وعضو مجلس أمناء جامعة الأهرام الكنديّة. لكن الدكتور أحمد يوسف بذاته اسم علم وواحد من قلائل متخصصون بتعمق فى العلاقات الدولية وبشكل أكثر تحديدًا فى العلاقات العربية – العربية، يعرف كيف يقرأ العلاقات بين الدول وكيف يحلل المواقف وكيف يستقرئ المستقبل.

ýجمعتنى بالدكتور أحمد يوسف لقاءات عديدة فوجدت إنسانًا متواضعًا له رؤية خاصة للحياة تعتمد على الكفاح وإتقان العمل والتركيز فى كل ما يفعل، وكانت كلماته الصادقة عن نشأته فى حى شبرا تنّم عن تشكّل وعيه المبكّر بوحدة النسيج الوطنى المصرى، ومن هذا الحى خرج بصداقات العمر مع أقباط ومسلمين، ومن بعد تتلمذ على يد الأستاذ القدير الدكتور بطرس بطرس غالى فى مرحلتّى الماچستير والدكتوراه، فضلًا عن مرحلة البكالوريوس بطبيعة الحال. ومثلى مثل كل من التقاهم الدكتور أحمد يوسف أحمد ما كان يمكن للقائنا أن يمر دون أن نتوقف عند فترة الستينيات بزخمها السياسى الكبير الذى هيأ للدكتور أحمد يوسف للانخراط فى الأنشطة السياسية الطلابية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولم تنقطع علاقته بهذه المرحلة بعد التخرج إذ ظل وفيًّا لأبرز القيم التى جسدتها سواء فكرة التحرر الوطنى على المستوى الخارجى، أو العدالة الاجتماعية على المستوى الداخلى.

ينتمى الدكتور احمد لفكرة العروبة عن قناعة وعقيدة لا تهتز ابدًا بأن التوحد فى المواقف هو المنقذ لهذه الأمة التى تحاصرها المخاطر من كل اتجاه، ويؤمن بأن مصر كانت وستظل القاعدة التى طالما ظلت قوية بقيت الأمة صلبة متماسكة قادرة على مواجهة التحديات.

وها هو بعد مسيرة وطنية حافلة بالعطاء الأكاديمى الزاخر والتجربة السياسية الممتدة والخبرة الإدارية الناجحة يحصل باستحقاق تام على جائزة الدولة التقديرية فى مجال العلوم الاجتماعية، وذلك فى تأكيد على أن الدولة تكّرم مبدعيها وأساتذتها وعلماءها الأجلاء الذين يعملون فى صمت وغايتهم صالح الوطن ليس إلا.

ýالجانب الإنسانى فى شخصية الدكتور أحمد يوسف أحمد له طابع خاص، ودود فى علاقاته سخي فى دعمه متواضع فى معاملاته، الأستاذ الأب لكل طلابه، يناقشهم فيُقنع ويقتنع. تتجاوز علاقته بطلابه حدود الجامعة بل وحدود مصر نفسها فطلابه على امتداد الوطن العربى كله كُثر، وهو معهم جميعًا يسند ويدعم ويساعد فى العام والخاص معًا ولا يخذل منهم أحدًا قط. ومَن يتابع الفرحة الغامرة التى عمّت وسائل التواصل الاجتماعى فور الإعلان عن فوزه بجائزة الدولة التقديرية يدرك إلى أى مدى هو قريب من قلوب طلابه حتى صار كل منهم يبارك للآخرين كأنه هو من نال الجائزة. وهكذا هو الأستاذ كما ينبغى أن يكون: يدرّس الأخلاق مع العلم، ويقدّم القدوة والنموذج فى اتساق تام بين القول والعمل، حتى أنه إن قال صُدّق.

ألف مبروك للدكتور أحمد يوسف أحمد، وإلى مزيد من الجوائز، فأنت وإن كنت لا تسعى إلى التكريم إلا أنك تستحقه عن جدارة.