عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

الإختلاف طبيعة بشرية ,وهو شـئ لابد منه، ولعله من اسباب تتابع الرسل وتوالي الكتب ,كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه , ويكون في أمور الدين والدنيا صغيرها وكبيرها، ولعل سبب ذلك تباين الطبائع، فالناس مختلفون في عقولهم وأفهامهم، وفي ميولهم ورغباتهم وفي تنشئتهم وثقافتهم ناهيك عن اختلاف الهمم.

وقداختلف أبوبكر وعمر مرات عديدة في حضـرة النبي صلى الله عليه وسلم فما عنف أحد الآخر، وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم».

فإذا أدرك المحاور قبل حواره أن الخلاف طبيعة بشرية أقبل على محاوره بنفس مطمئنة وروح هادئة تكون سبباً في تقارب وجهات النظر وإماتة روح الفرقة والاختلاف , فالنقاش حوار معقول والمودة حوار عواطف فخلاف بسيط في وجهات النظر لا يذهب بالمودة والمحبة ويأتي بالعداء والخصومة.

معركة كلامية جديدة بين السيناريست الكبير والداعية العائد إلى الساحة وفى آخر مقالة  للأول ـ خصصه للهجوم على الداعية العائد ـ وكال له الاتهامات, ولم يشفع للثانى نفيه ـ فى نفس الجريدة التى نشرت المقال ـ للاتهامات وأهم انتماؤه للإخوان أو السلفيين, بل واستنكر الهجوم على عمل خيرى ومحاولة عرقلته , وتعهد بالمضى قدما فى طريقه لخدمة بلده على حد قوله.

(بدأ السيناريست الكبير واصفاً الداعية بالثعلب الإخوانى المتأسلم بالغ الدهاء والمكر والذى تمكن من عقول نفر غير قليل من أهل مصر حتى خربها تماماً وأوقف انطلاقها، واستطاع أن يجند مئات الآلاف ويدفع بهم إلى شبكة جماعة الإخوان الجهنمية, ثم قال وأكاد أجزم بأن من يطلق عليهم فى الوقت الحالى شباب جماعة الإخوان هم من تلاميذ ومريدى هذا الثعلب الإخوانى الذى تسلل إلى الناس بعد أن تم تدريبه وصقله وإعداده على أنه داعية إسلامى.. رغم أنه لم يدرس الدين وعلاقته أصلاً بالأرقام ودفتر الأستاذ, ثم وصفه بالأفّاق الإخوانى الذى عاد  برعاية من الدولة ورعاة رسميين وفى مهمة لا تخفى خطورتها على أحد - حتى الشخص الغبى - فإننا يجب أن نخاف على أنفسنا.. وعلى أولادنا.. وعلى هذا الوطن بكامله طالما أننا عدنا إلى زمن الغفلة من جديد. ويصف الكاتب الكبير العصر الحالى بأنه  عودة إلى زمن الغفلة يتم  فيه التنقيب عن الإخوانى صاحب الرصيد الأكبر والأهم فى تغييب الوعى، بل وإلغاء العقل لدى عشرات الآلاف من الشباب الذى كان واعداً, ويؤكد أن هناك أيادى خفية فكرت ودبرت وقررت عودة الثعلب الإخوانى على ظهر جواد، وكان قد اختفى ودخل فى سرداب بعد أن فضح الله أمره وكشف دوره المشبوه وهو يمارس ألعابه التى تدرب عليها وأتقنها حتى صار له جمهور عريض وتتسابق عليه قنوات التليفزيون وهو مستمر فى بث سمومه وتجنيد الشباب الذين بلعوا الطُّعم فى سذاجة مدهشة.. وأنا واثق من أن عودة هذا الثعلب الإخوانى وراءها هدف كارثى، ثم يجزم المبدع الكبير أن الداعية العائد  نشاطه الإخوانى مثبت بالصوت والصورة.. أما نشاطه غير الأخلاقى، خاصة فى «لبنان» أثناء إقامته بها وعلاقته بالنساء، فهو الآخر موثق لدى الأجهزة الأمنية المعنية، ومع هذا لم تحرك ساكناً.. فهل عودة الثعلب حظيت بموافقة أمنية؟ إلى آخر الاتهامات التى لا ترقى إلى الحقائق كما أن مكانها مكتب النائب العام وليس صفحات الصحف.

المقالة كارثة بكل المقاييس فهو يرسخ لفكرة إطلاق الاتهامات التى لم يسلم منها شيخ جليل يعمل بجانب الداعية العائد فى مشروع خيرى  وأجهزة الامن المقصرة فى عملها , والحكم على الاشخاص بل والتفتيش فى ضمائرهم , والأخطر من ذلك غلق باب التوبة أمامهم, ويفترض جدلا أن من أخطأ مرة فقد وصم بالعار و لا يستطيع الفكاك منه طوال عمره, وهو فرض خاطئ تماما, فعمر رضى الله عنه  كان من ألد أعداء الاسلام قبل أن يمن الله عليه بالهداية , وكذلك خالد بن الوليد , وكيف نفسر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: «يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل», والحديث الآخر  «إِنَّمَا قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ», وماذا نقول لأبنائنا عن ثقافة الاختلاف وأدب الحوار الذى لا يفسد للود قضية , ونحن قادة الرأى وحاملو مشعل التقدم والرقى الأخلاقى وقد أخذتنا العزة بالإثم ووقعنا فى المحظور.

[email protected]