رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

لا أحد يستطيع أن ينكر أن الإبداع المصري في أزمة كبيرة، فالمسرح الخاص المحترم الذي كان يقدم المتعة والفن أغلق، ومسرح الدولة يقاوم ويكافح بالمؤمنين بوجوده من شباب وكبار المسرحيين في مصر بالرغم من أنه يعيش مفارقة صعبة حيث يعاني قلة الإمكانيات خاصة المادية للإنتاج المسرحي في نفس الوقت الذي تضخم وترهل الجهاز الإداري حتي أصبح عبئاً شديداً علي الأعمال الفنية التي هي مبرر وجوده؟.. والسينما المصرية التي كانت رائدة ومتألقة أصبحت تعاني منذ قوانين التأميم أولاً ثم القوانين المجحفة التي ربطتها برجال الأعمال والكيانات الكبيرة؟.. ثم فوضي السوق وسرقة الأفلام بشكل منظم وسافر، وتقلص وتضاءل الإنتاج السينمائي ولم يصمد غير رافد وحيد خاصة من الأفلام؟ ولم يتبق للفنان المصري وسيلة للعمل غير مسلسلات رمضان التي تتعرض منذ مدة لضربات موجعة وقاسية من الموزعين والإعلانات والقنوات والمنافسين  والإعلاميين، حتي أصبح الإنتاج مغامرة حقيقية.

لذلك كان بيان نقابة المهن التمثيلية والذي يدين بعض المسلسلات بمثابة الصدمة الشديدة، فبدلاً من أن يجلس النقيب ومجلسه الموقر ليدرسوا أسباب التدهور مع المنتجين والفنانين، وأن يضغطوا علي الحكومة لتخليص الأعمال الفنية من القوانين المجحفة للمنتج، لكي يعود مرة أخري المنتج الصغير وتضمن النقابة أكبر فرصة عمل لأعضائها من الشباب الذين لا يجدون إلا فرصاً قليلة؟ وحتي يخرج الفن المصري من هذا المأزق؟.. للأسف انضموا هم أيضاً للذين يشهرون بالفن والفنانين وأطلقوا بياناً عنترياً يقول في إحدي فقراته: (وتابع أعضاء نقابة المهن التمثيلية ببالغ الأسف بعض المسلسلات الرمضانية التي تعرض مشاهد العري بصورة وقحة وغير مبررة دراميًا وعلى طريقة الكباريه مما يفسد الذوق العام ويخلط الإبداع المتحرر في أذهان الجماهير بالإثارة الرخيصة مما يشوه جهود الفنانين المتحررين أصحاب الرسالة)، والحمد لله أن البيان خص (البعض) ومع ذلك فالمواطن العادي والمواطن المتربص سيسقطها علي أي عمل لا يعجبه، وبدلاً من أن تصبح النقابة حامية للمهنة وحاضنة لحرية الإبداع تصبح داعمة للحملات التي تتخذ الشرف والفضيلة لقتل الإبداع كله.

ولا أعلم لماذا أعلن البيان بهذا الشكل وهذه السرعة، هل نسيت أو تناست النقابة دورها في الحفاظ علي المهنة وحماية أعضائها وفضلت عليه أن تكون هي الرقابة  التي تدين أعضاءها بشكل علني وسافر؟

إن للنقابة قوانين وأدوات تستطيع معاقبة المذنب أو المخطئ وهذا من حقها.. ولكن هل من بينها التجريس والتشهير؟.. الذي هو وسيلة النظم الديكتاتورية  وليست نقابية؟

لا أحد مع الإسفاف ولكن هل الوسيلة هي البيانات والشجب علي صفحات الجرائد ووسائل الإعلام؟.. ولمن توجه هذه الرسالة هل هي للفنانين أم للمجتمع أم للحكومة أم للمتطرفين الذين يكرهون الفن والفنانين والذين يريدون إطفاء كل أنوار مصر.

إن الفن المصري كله في أزمة شديدة وصعبة وهذا بالطبع يتطلب جهداً وعملاً مشتركاً.

وفي النهاية أحب أن أوضح للمجلس الموقر أن أصحاب الرسالات هم الأنبياء والرسل فقط.

وأن الفنان إنسان حباه الله بموهبة ليسعد بها من حوله، ولأنه إنسان فهو يخطئ ويصيب وهو يسعي للتحقق الفني وإثبات ذاته الإبداعية في نفس الوقت الذي  يسعي فيه أيضاً للتحقق الإنساني حتي يعيش هو وأبناؤه في مستوي محترم يغنيه شر السؤال.. فهل سيتحقق ذلك بالبيانات؟