رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

تمهل عزيزى القارئ فأنا لا أنتوى أن أكتب عن الممثل محمد رمضان الملقب بنمبر وان فى مصر، وإن كانت أخباره قد سبقتنى إلى العاصمة الأمريكية واشنطن من خلال السوشيال ميديا التى أصبحت أقرب للإنسان من لحمه ودمه، تلتصق بك فى أى مكان فى العالم وتجعلك تكتشف أنك وإن غادرت مكانك جسمانيًا فأنت لم تغادره فعليا بل تحمله معك فى كل مكان من خلال ذلك المحمول الذى أصبح يشكل للبشرية حبل الوريد الذى لا يستطيع أن يعيش بدونه ولو للحظات معدودة.

هذه وإن لم تكن الزيارة الأولى لى للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها الزيارة الأولى لى فى عهد جو بايدن ابن ولاية ديلاوير الصغيرة نسبيا والذى وصل للبيت الأبيض بعد أحداث دراماتيكية عجيبة شهدها العالم كله، وحتى لا تعتقد عزيزى القارئ أنى أقصد بنمبر وان فى واشنطن الرئيس الأميركى جو بايدن، فهذا العنوان أيضا لا أقصد به بايدن الذى وإن كان فعليًا نمبر وان باعتباره رئيسا، إلا أنه ليس كذلك بالضرورة حيث لا تقاس الأمور فى أمريكا وفى الغرب عموما بمن يتولى المنصب الأول فى البلاد ليكون نمبر وان، فالرئيس فى هذه المجتمعات مجرد موظف منتخب يؤدى وظيفته ثم يعود كمواطن عادى فى المجتمع.

أما ما يستحق فعلا لقب نمبر وان فى واشنطن فهو هذا النظام الذى يدير حياة الناس وأقصد بالنظام هنا «السيستم» ولا أقصد النظام الحاكم الذى يخضع أعضاؤه لنفس السيستم بدءًا من رئيس الولايات المتحدة مرورًا بأصغر موظف فى البيت الأبيض وحتى أصغر عامل فى أمريكا كلها. الكل يعامل معاملة واحدة تحت نفس القوانين والقواعد لا استثناء ولا تمييز. أعنى هنا طبعا الشكل العام مع التأكيد على وجود متعصبين بالذات من أصحاب اللون الأبيض لايزالون خاضعين لثقافة التمييز العنصرى التى حاول الآباء المؤسسون اجتثاثها من جذورها ونجحوا فى مرات عديدة وأخفقوا فى مرات أخري، وقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد شرطى أبيض ليس منا ببعيد، وفى ظنى أن معالجة ترامب الغبية لهذه الحادثة كانت أحد أسباب فشله فى الحصول على فترة رئاسة ثانية قبل أن تأتى معالجته الأغبى لمواجهة فيروس كورونا والتى يعتبرها كثير من المحللين القشة التى قصمت ظهر البعير وأطاحت بالرجل من البيت الأبيض.

النظام هو بالفعل نمبر وان فى الولايات المتحدة الأمريكية أى زائر لواشنطن يدرك ذلك، مثلا من نظام المرور الصارم والقاسى على الجميع ويندر أن تجد من يخالفه، ليس فقط خوفا من الغرامات الثقيلة ولكن لأن احترام المرور أصبح ثقافة مجتمعية يتلقاها الأطفال منذ نعومة أظفارهم، كما يتلقون جرعة اللبن الحليب. لذا ليس غريبا أن تقضى مثلا عشرة أيام فى العاصمة دون أن تسمع صوت كلاكس سيارة إلا نادرا. الكل يعرف واجباته قبل حقوقه.

كنت مثلا أركب السيارة بجوار صديق فلاحظت أننا نمشى ببطء شديد نظرا لوجود زحمة وتكدس فى الناحية التى نسير فيها بينما بجوارنا الناحية اليسرى من نفس الاتجاه وليس فى الطريق العكسى تكاد تكون خالية فطلبت منه أن ينحرف يسارا أو بالبلدى يخطفها وينطلق فضحك وهو يشرح لى أن كل من هم معنا فى نفس الصف سوف ينحرفون يمينا بينما الناحية اليسرى تؤدى لمنطقة أخرى ولا يصح أن نسلكها لأننا سنقوم بتعطيل شخص ليس له ذنب أن ناحيتنا تعانى من تكدس مروري. إذن فلا مجال للخطف أو الفهلوة.!! وعندما سمعت هذا الكلام صمت ولم أنطق، واستغفرت الله لى ولكم عما نقترفه نحن فى شوارعنا من جرائم مرورية لا تحترم أى نظام، ولعل يأتى يوم يكتب فيه صحفى أمريكى عن بلد زارها اسمها مصر يكون النظام فيها هو نمبر وان،، قولوا آمين.

[email protected]